قام ''مسلحون'' أمس، بالاستيلاء على مبنى القصر الرئاسي ومبنى الإذاعة في مدينة جعار بمحافظة أبين جنوب اليمن، بعد حصار دام لساعات. وقام ''المسلحون'' منذ صباح أمس بتوزيع منشورات تدعو فيها عناصر الأمن لتسليم أسلحتهم وعدم حماية الحكم الظالم، حسب المنشورات التي تحمل اسم ''الجهاد الإسلامي''. وقال شهود عيان إن ''طائرة قصفت أمس منطقة الجول الواقعة بين مديريتي جعار وزنجبار في آبين واستهدفت تعزيزات لمسلحين قادمين إلى الجبل المحاصر والذي يقع فيه القصر الرئاسي والإذاعة المحلية''. وحسب شهود عيان، فإن تعزيزات أمنية كبيرة تتجه الآن باتجاه المنطقة التي يحاصرها المسلحون. و في الأثناء، تتواصل الاعتصامات في العاصمة صنعاء بساحة التغيير للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ، فيما أكد صالح رفضه التنحي وتسليمه السلطة للمعارضة، بينما قال أمين لجنة الحوار الوطني المعارضة في اليمن حميد الأحمر إن صالح نقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس لتسليم السلطة، مؤكدا أن الرئيس اليمني نقض الاتفاق على الرغم من أن المعارضة قبلت بشرطه الذي طلب من خلاله تسليم السلطة لنائب رئيس يعينه هو، وليس بالضرورة إلى نائبه الحالي عبد ربه منصور هادي. وأضاف أن علي صالح لم يكتف بنقض الاتفاق، بل حاول تحريك الجيش لفرض سيطرته على العاصمة صنعاء، التي يعتصم فيها منذ أسابيع الآلاف من معارضيه، لكن القبائل منعته من ذلك. واتهم الأحمر الرئيس، الذي يواجه منذ أسابيع احتجاجات تطالب بتنحيه، بمحاولة الدفع ببعض عناصر تنظيم القاعدة وكذا عناصر من الحراك الجنوبي، وهو تكتل لأحزاب وهيئات معارضة في جنوب اليمن من أجل الاستيلاء على مراكز أمنية وعسكرية. وكان صالح قد جدد أول أمس رفضه التخلي عن الحكم لمجلس انتقالي، وقال في لقاء مع وجهاء من محافظتي صنعاء وريمة ''إننا صامدون راسخون رسوخ الجبال، ولن تهزنا بأي حال هذه الأحداث، فلقد واجه شعبنا في الماضي العديد من التحديات وتغلب عليها، وسوف يخرج من هذه الأزمة أكثر قوة وعزيمة''. لكنه أضاف ''نبذل كل الجهود من أجل الحوار، ونأمل أن يستجيب العقلاء لنداء الحوار، وبما يصون الوطن وأمنه واستقراره ووحدته''. وتابع ''لا يمكن أن نسمح لأقلية قليلة بأن تتغلب على الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الذين يبحثون عن الأمن والأمان والاستقرار''. من ناحية أخرى، نفى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ما نُقل عنه من أن انتقالا سلميا للسلطة في اليمن سيتم السبت أو الأحد، مشيرا إلى أنه تحدث فقط عن أمله وسعيه في تحقيق هذا الانتقال، موضحا أن الرئيس اليمني والحزب الحاكم يريدان انتقالا آمنا للسلطة، وإن ذلك يكون بالحوار وقد يستغرق وقتا، واصفا الحديث عن آليات اتفاق لتسليم السلطة بأنه مجرد تسريبات لا يعرف مصدرها، ودعا إلى تجنب التسريبات لإنجاح الحوار.