أعربت الجالية الجزائرية المسلمة في فرنسا عن قلقها من النقاش الدائر حول العلمانية والإسلام الذي طرحه الرئيس نيكولا ساركوزي. وحسب بيان مشترك لممثلي الديانات الست الكبرى نشرته الصحف الفرنسية أمس، ذكر ممثلو الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس والمسلمين واليهود والبوذيين في فرنسا أن ''العلمانية من ركائز ميثاقنا الجمهوري ودعائم ديمقرطيتنا وأسس رغبتنا في العيش المشترك''. وأضافوا محذّرين ''لنحرص على عدم تبديد هذا المكسب الثمين''، معتبرين أنه ''من المهم جدا في هذه الفترة السابقة للانتخابات الحفاظ على المسيرة بتفادي الخلط ومخاطر الإقصاء''. وقالوا في هذا المقال الذي نشرته صحيفة ''لا كروا'' إن ''النقاش غالبا ما يكون دليلا على الصحة والحيوية، لكن هل يمكن أن يكون حزبا سياسيا حتى لو كان حزب الأغلبية الهيئة المناسبة لإدارته وحده؟ وكان الرئيس ساركوزي قد طلب مؤخرا من حزبه الاتحاد من أجل الحركة الشعبية إطلاق نقاش حول العلمانية ومكانة الإسلام في المجتمع الفرنسي. وعلى الفور تبنى الحزب الفكرة وقرر أن ينظم في الخامس أفريل نقاشا حول ''العلمانية ومكانة الأديان ولا سيما الاسلام''. وسبق أن أعربت الجالية الإسلامية (بين 5 إلى ستة ملايين نسمة) عن قلقها بشأن هذه المناقشة التي تشعل الطبقة السياسية والأغلبية اليمينية قبل 13 شهرا من الانتخابات الرئاسية المقررة في ماي .2012 ويرى بعض المسؤولين في اليمين في هذا النقاش دليلا على اتجاه يميني أكبر لنيكولا ساركوزي، ويخشون أن تضفى شرعية على اليمين المتطرف الذي حقق مؤخرا اختراقا في الانتخابات الإقليمية. وأبدى مسؤولو الأديان الست استعدادهم ''للتفكير'' مع ''السلطات والقوى الحية في بلدنا حتى يكون العامل الديني فيه عنصر سلام وتقدم''، لكنهم أضافوا أن ''تسريع الأجندات السياسية يهدد عشية هذا الاستحقاق الانتخابي العام مستقبل بلدنا بإشاعة البلبلة التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي''.