تجددت أمس احتجاجات المقصين من السكن الاجتماعي بعنابة. وفي تطور لافت لنوعية الاحتجاجات فقد أقدمت عشرات النسوة مرفوقات بصغارهن بقطع الطريق بإلقاء أنفسهن في وجه الحركة المرورية وسط لطريق المحاذي لمقر دائرة البوني أمام دهشة السائقين والفضوليين الذين يشاهدون لأول مرة إقدام النساء على الاحتجاج للمطالبة بالسكن الاجتماعي بهذه الطريقة. وعلى الصعيد نفسه أقدم مقصون من قائمة المستفيدين من حصة بلدية عنابة على التصدي لحركة المركبات بقطع طريق الدائرة المؤدي لمجلس قضاء عنابة بواسطة آثات وأجهزة إلكترومنزلية جلبوها على متن أربع شاحنات للفت انتباه المسؤولين قبل أن يتطور الأمر إلى أحداث شغب بحرق إطارات العجلات المطاطية. طالبت النساء الغاضبات، بضرورة مقابلة رئيس دائرة البوني، لتمكينهن من الحصول على سكن اجتماعي، ضمن الحصص السكنية، التي ينتظر الإفراج عنها، بكل من البوني مركز، وحي بوخضرة في الأسابيع القادمة. ورفعت النساء شعارات تندد بالإقصاء، المسلط عليهن منذ سنوات طويلة في البيوت الفوضوية والقصديرية، حسب تصريحاتهن، قبل أن تتدخل مصالح الأمن وتنجح في تفريقهن، وتحرر الطريق من قبضتهن. وكان عشرات المواطنين القاطنين بالبيوت الفوضوية والأكواخ القصديرية بكل من حي الصرول وبوخضرة وجمعة حسين، جاءوا منذ الساعات الأولى للصبيحة إلى مقر الدائرة، بغرض مقابلة رئيسها طاهر زواق، في اليوم المخصص لاستقبال الموطنين، إلا أنهم فوجئوا بغياب الأخير لارتباطه بمهمة رسمية خارج مقر الدائرة، الأمر الذي أدى بالسكان إلى استهجان غيابه. من جهتهم، سارع أعوان الأمن إلى التواجد بكثافة أمام الباب الرئيسي لمقر الدائرة لمراقبة الوضع عن كثب ومنع هؤلاء السكان من الجنسين من الدخول إلى داخل مبنى الدائرة.