البلاد - حليمة الهلالي - أثار قانون المحروقات الجديد جدلا واسعا وشد انتباه الصحف والمواقع العالمية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، فرغم تبريرات وزارة الطاقة بأن القانون سيقي الجزائر من خطر العودة لاستيراد الغاز، وكذا تأكيدات خبراء الطاقة أن القانون الجديد يحمل ميكانيزمات ممتازة للاقتصاد الوطني، ولم يكن لينتظر التأجيل إلى غاية الانتخابات الرئاسية، إلا أن الشارع كان له كلمة أخرى. وخصصت الصحف العالمية أمس، مساحة خاصة لما حدث في الجزائر بسبب تداعيات قانون المحروقات، وكتبت rt بالعربي عن تجمهر آلاف الجزائريين أمام مبنى البرلمان بالعاصمة، للتعبير عن رفضهم لمشروع قانون المحروقات، الذي يساهم حسبهم في "بيع ثروات البلاد للشركات الأجنبية متعددة الجنسيات. من جهتها، نشر موقع "فرانس 24" ما حدث في شوارع الجزائر بسبب مشروع قانون جديد للمحروقات، والذي من شأنه أن يمنح لشركات النفط غير الجزائرية مساحة للتنقيب والحصول على ملكية النفط في حال العثور عليه، وكتب الموقع عن الاحتجاجات وعما قاله المتظاهرون، الذين تجاوزت شعاراتهم الألف شعار "الشعب يرفض هذا القانون"، وتجمعوا في مكان قريب من مقر البرلمان، الذي يفترض أن يقوم بدراسة القانون. أما صحيفة "أنديبندنت بالعربية" هي الأخرى، فقد أشارت إلى موضوع الرفض الواسع لمشروع قانون المحروقات، حيث قالت في موضوعها "في تحرك عفوي ومفاجئ، اعتصم مئات الجزائريين، قبالة مقر البرلمان وسط العاصمة، احتجاجاً على نية الحكومة تعديل قانون المحروقات". واتهم المواطنون الحكومة ب "رهن القطاع النفطي، وتقديم هدايا لشركاء أجانب"، بينما نفت وزارة الطاقة وبشدة تلك الاتهامات، واعتبرتها "تشويشاً" من دون الاطلاع على نصوص القانون الجديد. وقالت الصحيفة، إن المحتجين عبّروا عن رفضهم لمشروع قانون المحروقات، حيث رفعوا شعارات "يا للعار يا للعار باعوا الجزائر بالدولار"، في استجابة واضحة للنداءات التي دعت المواطنين إلى المشاركة في احتجاج ضد المشروع أمام الغرفة التشريعية، باعتبار أنه منح "امتيازات غير مبررة للشركات البترولية الأجنبية". من جهتها، قالت "العربية" إن عددا هائلا من المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع تنديداً بمشروع قانون للمحروقات في هذا البلد الغني بالنفط. وحسبها، فقد ردّد المتظاهرون شعارات: "خونة يبيعون البلاد"، و«قانون المحروقات إلى النفايات" و«الشعب يرفض هذا القانون"، متجمعين في مكان قريب من مقر البرلمان، التي قطعت سيارات الشرطة وشرطة مكافحة الشغب الطرقات المؤدية إليه. للإشارة، فقد أثار قانون المحروقات الجديد مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح كل من هب ودب يناقش فيه وينشر التعليقات، حتى أن بعض المستخدمين ليس لهم دراية بالمشروع ولم يقرأوا عنه أصلا.