سجلت مصالح الاستعجالات بمستشفيات شرق البلاد، العديد من حالات الإغماء والضيق التنفسي لمرضى الربو، المسنين والأطفال جراء الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة. في حين سارعت بعض المؤسسات الصحية على غرار ما حدث بعنابة إلى توجيه استدعاءات استثنائية لكل الأعوان والممرضين وحتى الأطباء الذين يوجدون في عطلة، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي تعيشه مختلف المصالح الطبية. هذا وقد استقبلت مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بعنابة منذ ثلاثة أيام، ما لا يقل عن 1900 حالة استعجالية، بسبب الحرارة التي ضربت ولاية عنابة والمناطق المجاورة لها، أغلبها من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. ولم يجد المسؤولون على قطاع الصحة سوى توجيه استدعاءات استثنائية لكل الأعوان والممرضين وحتى الأطباء الذين يوجدون في عطلة، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي تعيشه مختلف المصالح الطبية بالمستشفى، لاسيما مع تعرض العديد من المرضى إلى حالات إغماء بسبب الحرارة الشديدة التي فاقت في بعض الأحيان 40 درجة في الظل، حسب مسؤولين في مصلحة الأرصاد الجوية. في الوقت الذي أفادت مصادر طبية، أن مصلحة الاستعجالات تستقبل حوالي 6 حالات، جميعها تعاني من التسممات الغذائية، في الوقت الذي تأكد أن المستشفى الجامعي يستقبل ما لا يقل عن 900 حالة من الاستعجالات الطبية التي يعاني أصحابها من صعوبة في التنفس بالنسبة للمصابين بالربو، وكذا تم تسجيل أزيد من 490 حالة استعجالية بالنسبة للمصابين بمرض السكري على اختلاف درجاته. وأفادت المصادر أن قسم الاستعجالات، استقبل عددا كبيرا من الحالات على درجات مختلفة من الخطورة منذ بداية ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تبقى حوادث المرور والحالات الحرجة التي تسجلها في المرتبة الثانية من حيث العدد، ليبلغ العدد الإجمالي لها بمستشفى ابن رشد الجامعي ما يقارب 1900 حالة على مدار 24 ساعة. من جهتها عرفت مصلحة الإستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات العربي خروف، وسط عنابة أمس، حالة استنفار قصوى من خلال تحويل 160 حالة استعجالية خلال يومين إلى المصالح الإستشفائية لتلقي الاسعافات الأولية جراء إصابتهم بالإغماء والإختناق الذي تسببت فيه موجة الحر التي اجتاحت الولاية منذ أسبوع. وقد سجل إقبالا واسعا للمرضى، خاصة وسط الأطفال والمسنين المصابين بأمراض مزمنة كالربو وضغط الدم. وحسب طبيبة مختصة بمصلحة الاستعجالات العربي خروف، فإن العيادة تعرف ضغطا كبيرا من طرف المرضى خاصة المزمنين منهم، وقد تم تعزيز العيادة بمختلف الوسائل الطبية الضرورية. وفي هذا الإطار وأمام هذا الوضع الاستثنائي، لم تجد إدارة المستشفى الجامعي سوى الاتصال بمستخدميها للالتحاق عاجلا بمناصبهم، قصد احتواء الضغط الحاصل بالعديد من المصالح الطبية، كما هو الشأن بمصلحتي التوليد والحروق وحتى الأمراض الصدرية وكذا الاستعجالات الطبية التي تم فيها استنفار جميع المستخدمين دون استثناء. وفي سياق آخر، حسب مصلحة الأرصاد الجوية بمطار رابح بيطاط، يرتقب تسجيل حرارة مرتفعة بالمناطق الساحلية تتراوح بين 36 و39 درجة، أما بالمناطق الداخلية فدرجة الحرارة ستفوق 38 درجة. اكتضاظ بمؤسسات الصحة في سكيكدة
سجلت المصالح الاستشفائية في كل من سكيكدة والقل إقبالا قياسيا من قبل المتضررين من موجة الحر وإن كان الغالبية من الذين يتم إسعافهم هم من الأطفال الذين يتم التعجيل بنقلهم إلى مصلحة الاستعجالات في ظل غياب ثقافة الوقاية. وقد قال مسؤول مصلحة الاستعجالات الطبية بسكيكدة في تصريح مقتضب، إن المصالح الاستشفائية استقبلت أكثر من 50 حالة إصابة بالحرارة وخاصة من الأطفال الذين يتعرضون إلى لسعات الشمس القوية، إضافة إلى التناول المفرط للمثلجات في حالات الحرارة مما يعجل بإصابات اللوزتين وارتفاع الحرارة في الجسم. بينما استقبلت مصالح الاستعجالات بالقل أكثر من 10 حالات الأسبوع الماضي تتعلق بارتفاع في الضغط الدموي عند الكبار ناتج عن الحرارة المفرطة وضربات شمس عند الصغار الذين يتم إخضاعهم في الغالب إلى رقابة صارمة. من جهة أخرى، تعرض أكثر من أربعين شخصا لضربات الشمس وإغماءات بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بميلة والمناطق المجاورة لها، خاصة بلدية التلاغمة، المشيرة، وواد سقان، والذين تم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفيات الولاية، أغلبهم من كبار السن والأطفال، بالمقابل فقد سجلت مصالح الحماية المدنية نجاة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات من فقدان بصره نتيجة تعرضه لضربة شمس. حالة استنفار قصوى باستعجالات قسنطينة قالت مصادر طبية إن الارتفاع الكبير في درجة الحرارة الذي تعرفه ولاية قسنطينة أدخل الطاقم الطبي لمصلحة أمراض الجلد بالمستشفى الجامعي في حالة استنفار قصوى، نظرا للتوافد الكبير للمصابين بلفحات وضربات الشمس من مختلف الأعمار، النساء منهم بدرجة أولى ثم الأطفال والرجال ومن بين الأعراض المسجلة حسب المصدر ذاته ارتفاع في درجة حرارة جسم المريض مع احمرار شديد على الوجه. كما عرفت أقسام الاستعجالات توافدا قياسيا للمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.