باريس تطالب النظام السوري "بعملية انتقالية ديمقراطية" كشفت مصادر دبلوماسية أن قطر سحبت سفيرها لدى سوريا أمس، وأغلقت سفارتها بعد هجمات على مجمع السفارة شنها مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة في تصريحات لوكالة "رويترز" أن السفارة في حي "أبورمانة" بدمشق أغلقت عندما تعرضت لهجوم مرتين.
وفي الأثناء، أدانت فرنسا مرة أخرى أعمال العنف في سوريا ودعت نظام الرئيس بشار الأسد إلى "البدء دون تأخير بعملية انتقالية ديمقراطية" في بلاده. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان "إن النظام السوري مسؤول منذ مارس عن مقتل أكثر من 1500 مدني عبر اعتماده سياسة الهروب إلى الأمام من دون مخرج"، مضيفا أن "أعمال العنف في سوريا التي أوقعت من جديد عشرات القتلى في الأيام الأخيرة غير مقبولة"، و"تدين فرنسا مرة أخرى بأقسى العبارات استمرار التجاوزات ضد المتظاهرين المسالمين".
و في تطورات الوضع ميدانيا، أكد شهود عيان أن القتلى الذين سقطوا في حمص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفع إلى ثلاثين وقضوا على أيدي قوات الأمن السورية، وليس نتيجة اشتباكات بين موالين للنظام ومعارضين له كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان على لسان رئيسه رامي عبد الرحمن. وكان الجيش السوري دخل أمس مدينتي الزبداني وحمص اللتين شهدتا تظاهرات كبيرة مناهضة للنظام، فيما أورد الإعلام السوري أن الجيش يستعد لاقتحام مدينة البوكمال في شرق البلاد. وضمن باقي التطورات الميدانية في سوريا استمرت المظاهرات في القابون وركن الدين في دمشق ودوما القريبة، وكان البارز ما أعلنه ناشطون من أن قوات الأمن تحاصر حي القابون بدمشق وتهدد باقتحامه. وسُجلت أول أمس، مظاهرة للمرة الأولى في مدينة شهبا، ذات الأغلبية الدرزية مع توافد متظاهرين من قرى ومدن مجاورة في محافظة السويداء، فيما أفادت أنباء بتدهور الوضع الإنساني في قطنا بسبب استمرار الهجمة عليها وحصارها لليوم الخامس. وبدا المشهدُ السوري منقسما مساء أول أمس، بين ساحة الأمويين في دمشق، حيث احتفى مناصرو الرئيس الأسد باعتلائه سُدة الرئاسة قبل 11 عاما، وعمليات الجيش السوري في حمص والزبداني.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، أنه على الأسد أن يجري إصلاحات في بلاده أو ينسحب من السلطة، داعيا إلى تشديد العقوبات بحقه، مضيفا على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل إن "القرار يعود إلى الشعب السوري. لكن أعتقد أنه يجدر بالرئيس الأسد إجراء إصلاحات أو الانسحاب من السلطة"، وهو ما كان دعا إليه في العشرين جوان الماضي.
من ناحية أخرى، انتقد الحرس الثوري الإيراني، القوة العسكرية الأهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الحكومة التركية بسبب مواقفها من الاحتجاجات التي تعم مختلف أرجاء سوريا ضد الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن طهران ستفضل دمشق على أنقرة في الخلافات الدائرة بين البلدين بخصوص الموقف من الرئيس السوري. وحذرت أسبوعية "صبح صادق"، المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري الإيراني، في عددها الأخير الحكومة التركية مباشرة منتقدة موقفها من الأحداث في سوريا، ومؤكدة موقف إيران المؤيد والداعم للنظام السوري. وجاء التحذير في مقال تحت عنوان "الموقف الإيراني الجاد تجاه أحداث سوريا"، والذي أوضح "لو استمرت تركيا في الإصرار على مواقفها على هذه الوتيرة سيؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة، الأمر الذي سيرغم إيران على التفاضل بين تركيا وسوريا، وفي هذه الحالة منطق المصالح الإستراتيجية والمعرفة العقائدية سيدفع إيران نحو اختيار سوريا".