ارتفعت أسعار العملة الصعبة "الأورو" مجددا، في السوق الموازية بسبب زيادة مفاجئة في الطلب في شراء العملات الأجنبية في اليومين الأخيرين، مسجلة زيادة لافتة تخطت 700 دينار جزائري، بالرغم من استقراره في البنوك عند قيمة 158دج مقابل 1 أورو، وزاد سعر العملة الموحدة أي شراء بالسوق السوداء في مختلف الأسواق السوداء التي لا تعرف الهدوء على غرار ساحة بور سعيد "السكوار" في الجزائر العاصمة والأقواس بوهران وسوق المدينة الجديدة بقسنطينة، بالنسبة إلى ورقة ذات فئة 100 أورو وهي العملة الورقية الأكثر تداولا من حيث الترتيب للقيمة النقدية، بأكثر من 20500 إلى 20600 دج وفق معطيات ميدانية حصلت عليها "البلاد.نت"، وهي القيمة التي تباينت بين التجار المتخصصين في بيع وشراء مختلف العملات الأجنبية، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي المعروفة بتسويق العملة الصعبة، التي عرضت قيم أعلى لبيع الأورو بأكثر من 20650 إلى 20700 كما تداول ذلك بعض رواد الاتجار في العملة الصعبة بغرب البلاد. وعزا بعض التجار في حديثهم ل "البلاد.نت"، هذا الارتفاع البارز ل "الدوفيز" إلى عودة الرحلات الداخلية عبر الخطوط الجوية الجزائرية، وهو ما يعيد الأمل من جديد لبعث الرحلات الخارجية في قادم الأيام، علاوة على التزايد المضطرد لرحلات الإبحار السري في الأيام الأخيرة عبر سواحل الوطن، حيث انتعشت السوق السوداء المعروفة بعرض الأورو على وجه التحديد، وزاد الإقبال على شراء هذه العملة الموحدة من جديد، وذلك بعد الركود الطويل الذي عرفته تجارتها مع توقف الحركية التجارية بسبب الحجر الصحي والقيود المفروضة على الحدود ومحدودية عمليات الاستيراد وغيرها من الأنشطة التجارية التي شهدت ركودا منقطع النظير. وأفادت شهادات لشباب يشتغلون بسوق "الأقواس" بوهران، لصرف العملات الأجنبية، أن ارتفاعا مفاجئا لشراء الدوفيز وخاصة الأورو اعتبارا من مساء الخميس الماضي، وهو ما كانت له انعكاسات مباشرة وآنية على سعر صرف العملة الأوربية الموحدة. وبرأي المحلل الاقتصادي خبير الدين برانسي أستاذ العلوم التجارية بجامعة وهران، فان عودة الترخيص للرحلات الداخلية هو عامل مؤثر في تجارة العملة الصعبة على ما يبدو، إيذانا بعودة الرحلات الخارجية، لافتا إلى أن الزيادة التي لامستها الأسواق الموازية في هذه الأيام، تؤشر على زيادة الطلب على الأورو بالدرجة الأولى بعد الركود الذي عرفته طيلة ثمانية أشهر بسبب جائحة كورونا التي دمرت "الأسواق السوداء، مسجلا إقبالا واضحا على عمليات بيع الأورو خلال اليومين الماضيين بالنقاط المعتادة في عرض الأورو والدولار. وشهدت أسعار العملات الأجنبية، حالة من التباين على مدار تعاملات الفترة الماضية، ما بين الارتفاع والانخفاض، وذلك وفقًا لآلية العرض والطلب التي تتبعها البنوك المشتغلة على العملة الصعبة، وعرف الأورو في فترات سابقة، تراجعا بارزا جراء الإسقاطات التي خلّفها انتشار وباء فيروس كورونا، حيث بلغ التراجع في بعض الشهور، حدود 25 %، أي إلى ما دون 180 دينار مقابل الأورو، وهو المستوى الذي لم يسجل في الثلاث سنوات الأخيرة الماضية إلاّ على فترات معينة بسبب ظروف استثنائية سرعان ما عاد بعدها إلى الارتفاع.