تنطلق، اليوم، أشغال الملتقى الدولي السادس للراحل محفوظ نحناح بالجزائر العاصمة. تحت شعار ''المواطنة والحقوق السياسية عند المرأة''، ليكون محل نقاش الملتقى على مدار الأيام الثلاثة وذلك تماشيا مع الإصلاحات التي تشهدها الجزائر بخصوص مشاركة المرأة في الحياة السياسية، انسجاما مع التعديل الدستوري الأخير الذي كرس مزيدا من الحقوق السياسية للمرأة، كما فتح المزيد من الأبواب في ساحة مشاركة المرأة الفعلية والفعالة في الحياة السياسية. ويأتي اختيار حمس لموضوع المرأة انسجاما مع فلسفة حركة الراحل محفوظ نحناح، الذي سعى إلى تمكين المرأة من أداء دورها ''الطبيعي'' في المجتمع، ما جعل حمس بين الأحزاب الجزائرية الإسلامية الأكثر استقطابا للمرأة وإشراكا لها في صناعة القرار، مقارنة بغيرها من الأحزاب الإسلامية خصوصا والأحزاب الأخرى عموما. كما يأتي اختيار الموضوع انسجاما مع ''تقاليد'' حمس في مجال المبادرة وقوة الاقتراح فضلا عن تمكين التيار الإسلامي في الجزائر، عبر بوابة الحزب الإسلامي الأول، من إبراز وجهة نظر الإسلام من النضال السياسي للمرأة خاصة في ظل ما توارث في المجتمع الجزائري ولدى الطبقة السياسية من تصورات مغلوطة تارة بحسن نية ومغالطة تارة أخرى بسوء طوية حول الموضوع بين من زج بموضوع المرأة في ''سلفية'' انتهى عهدها ومن زج بها علمانية ممقوتة في ظل معارك إيديولوجية تفتقر لمبررات وجودها في مجتمع مسلم كالمجتمع الجزائري. وسيشارك في الملتقى المرتقب، كالعادة، علماء ومفكرون ودعاة من الجزائر ومن خارج الجزائر سواء كانت دول عربية وإسلامية أو حتى دول أوروبية، إضافة إلى شخصيات وطنية ذات وزن ثقيل اعتادت تسجيل حضورها في الملتقيات السابقة على غرار قادة التحالف الرئاسي وزعماء الأحزاب الوطنية والإسلامية الأخرى. وقد تميزت الملتقيات السابقة التي حضرها هؤلاء الزعماء بتقديم المزيد من الشهادات حول مواقف الشيخ الراحل وهي شهادات ربما لم يطلع عليها إلا هؤلاء الزعماء ممن تعاملوا مع الشيخ نحناح في ظروف كانت الجزائر في حاجة إلى كل سواعدها الخيرة. وعلى غير ما جرت عليه العادة، فإن العرس المخصص للمرأة في الملتقى السادس للشيخ الراحل هذه المرة سيتميز بالحضور المكثف للنسوة من داعيات وعالمات ونشطات سياسيات من الجزائر ومن الخارج، وذلك بغرض إثراء النقاش وتمكين المرأة من الحديث عن نفسها وعن دورها كما تتصوره لا كما يتصوره الرجل عنها، إضافة إلى تصحيح بعض الفهوم التي أضحت، بحكم شيوعها، من الحقائق التي لا يطالها نقاش! من جهة أخرى، سيكون موضوع المواطنة سواء اقترن بالمرأة أو كان على عمومه، أحد مناحي نقاش المشاركين في الملتقى بحيث يأتي اهتمام حمس بالمواطنة باعتبارها الركن الركين للعقد الاجتماعي لجزائر ما بعد الإرهاب، خاصة بعدما بدأت الجزائر تشارف المرحلة، كما سيشهد الملتقى السادس تنظيم تجمع حاشد في ملعب 20أوت بالعاصمة.