شرعوا في جمع التوقيعات وتوزيع الاستمارات انطلقت بولاية وهران، كما في بعض المناطق الأخرى من الوطن، حملة تنسيق يهدف أصحابها إلى بالتصدي للتكتل الإسلامي المرتقب في الانتخابات التشريعية المقبلة من خلال تشكيلهم لما يسمونه جبهة مضادة للتطرف في إشارة واضحة إلى الأحزاب الإسلامية التي يبدو أن استنفارها الجديد صار يقض مضاجع العديد من الأوساط السياسية في الجزائر· وقالت مصادر ”البلاد”، إن هذه الحملة يشرف عليها ثلة من بقايا المناضلين والمتعاطفين مع الأحزاب المحسوبة على ما يسمى بالتيار الاستئصالي و اليساري مثل الأرسدي والحزب الشيوعي الامدياس وغيرهم من الفعاليات العلمانية المتطرفة من المجتمع المدني، يقومون بجمع أكبر عدد ممكن من الإمضاءات بالمقاهي وبالأماكن العمومية في مبادرة جديدة أعادت إلى الأذهان تلك الحالة الهستيرية للتيار المستفيد في الجزائر عشية كل امتحان حقيقي لشعبيتهم وتجذرهم· من خلال هذه الخطوة الجديدة التي تهدف إلى قطع التشويش على الجزائر عموما والأحزاب الإسلامية خصوصا قبل وخلال حملتها الانتخابية الخاصة بالتشريعيات المقبلة، وقد شرع بعض المناضلين المعروفين بتوجهاتهم السياسية المعادية للأحزاب المذكورة بعاصمة الغرب الجزائري بتوزيع بعض الاستمارات على المواطنين للحصول على تزكيتهم تمهيدا لمشروعهم الجديد القاضي بتشكيل حركة جديدة تسمى الجبهة المضادة للتطرف!! ويجهل لحد الساعة الخلفيات الحقيقية التي تقوم عليها هذه المبادرة، والجهة التي تقف وراءها، بالنظر إلى الطريقة التي تجري بها، إضافة إلى عدم وجود أي جهة حزبية تبنتها بشكل رسمي، ولو أن اغلب المواطنين أدركوا المرامي الحقيقية للقائمين على هذه الحملة الجديدة، حيث يجمع أغلبهم على أنها صنيعة بعض الأوساط السياسية التي يعتريها قلق شديد من الحركية الكبيرة التي أضحت تميز التيار الإسلامي ممثلا في أحزابه التقليدية مثل حمس، النهضة وحركة الإصلاح الوطني وغيرها من الأحزاب الأخرى أو تلك الأحزاب الجديدة التي تم تأسيسها حديثا، واستطاع أصحابها أن يؤكدوا على شعبيتهم الكبيرة من خلال المؤتمرات التأسيسية التي عقدوها خلال الشهر الفارط· ويثير هذا السيناريو الجديد مخاوف أغلب المتتبعين لما يجري في الساحة الوطنية في الظرف الراهن، خاصة أنه يشبه في بعض لمساته العودة إلى أجواء التجاذبات الإديولوجية التي كلفت الجزائر عشرية كاملة من الدمار والإرهاب وأدخلت الجزائر في فتنة لاتزال تدفع ضريبتها، غير أن المتتبع للشأن السياسي الجزائري يلمس أن هكذا حشرجات سرعان ما سيطالها الأفول لاستبعاد احتمال وقوع الإسلاميين في الجزائر خطأ في منطق الرد على الاستفزاز·