في حدود الساعة الرابعة والنصف من عصر أمس، وصل جثمان ولدة رئيس الجمهورية التي وافتها المنية قبل يومين الى مقبرة بن عكنون على متن سيارة إسعاف، حيث أديت صلاة الجنازة بالملعب الرياضي المحاذي للمقبرة، بحضور الرئيس بوتفليقة الذي بدا متأثرا للغاية، وأشقاؤه الذين كانوا مرتدين بدلات داكنة وبعد الفراغ من الصلاة حمل النعش على الأكتاف من الملعب إلى المقبرة سيرا على الأقدام، وشارك بوتفليقة مع المشيعين في حمل نعش والدته، بالمقابل لم يسمح لأحد بالدخول إلى ساحة المقبرة باستثناء عدد قليل من المقربين للعائلة. فيما أوصدت الأبواب في وجه باقي المشيعين بمن فيهم مسؤولون كبار في الدولة. وفضلت عائلة الرئيس أن تكون مراسيم تشييع الجنازة بعيدة عن الشكليات البروتوكولية والرسمية، كما شهد محيط مقبرة ''زادك'' تقاطر عشرات المسؤولين السامين، بينهم أعضاء الطاقم الحكومي وشخصيات حزبية وسياسية بارزة في الدولة. في حين أحيط مكان التشييع بحراسة أمنية مشددة لم تمنع مئات المواطنين من التجمهر لساعات أمام المدخل الرئيسي للمقبرة في انتظار قدوم جثمان الفقيدة، كما شوهد أفراد من العائلة الرئاسية يحومون بعين المكان وعلامات التأثر بادية على وجوههم، خاصة وأن الحاجة منصورية كانت تحظى بمكانة وحب كبير وسط أبنائها وخصوصا الرئيس بوتفليقة المعروف عنه تعلقه الشديد بالمرحومة. مدينة بن عكنون شهدت عصر أمس، إنزالا كثيفا لكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في الدولة، حيث تقدم وفد القطاع العسكري في الجزائر الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك فنايزية، مرفوقا بمجموعة من العمداء والألوية قدموا إلى مقبرة بن عكنون على متن حافلتين لحضور الجنازة. كما سجل حضور قائد الأركان الفريق فايد صالح، إلى جانب مجموعة من العسكريين المتقاعدين عن الخدمة على غرار الفريق محمد العماري والجنرال خالد نزال، بالاضافة إلى محمد تواتي. كما سجل حضور الوزير الأول أحمد أويحيى،ورئيس حركة مجتمع السلم الشيخ ابو جرة سلطاني، ووزير المالية كريم جودي ، وكاتب الدولة لدى الوزير الاول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي، ومن المؤسسات التشريعية كان رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح من بين الحضور، ومن الوجوه القديمة رئيس الحكومة السابق بلعيد عبد السلام. جنازة الفقيدة حضرتها بالإضافة إلى ذلك، شخصيات من السلك الدبلوماسي في الدولة، كالقنصل العام لفرنسا.