اشتدت الحملة الانتخابية بولاية وهران في أيامها الأخيرة، لكن بشكل مخالف تماما للتقاليد المتعارف عليها في إدارة مثل هذه الحملات، على خلفية استنجاد بعض المترشحين ممن يطلق عليهم في الأوساط الشعبية بأصحاب الشكارة، بمجموعة من الشباب لا تجمعهم أي علاقة بالسياسة راحوا يعتمدون عليهم في مقارعة خصوهم ببعض الأساليب الاستفزازية صار المواطن الوهراني يلحظ أثارها في عمليات تمزيق قوائم بعض المترشحين، إضافة إلى التعليق العشوائي لهذه الأخيرة في أماكن غير مرخص بها، ناهيك عن تسجيل بعض الاعتداءات التي طالت بعض الشباب على يد شباب آخرين ينتمون إلى أحزاب منافسة، مثلما حدث لأحد المنتسبين للجبهة الوطنية للحريات الذي يرقد بالمستشفى الجامعي بوهران بسبب اعتداء تعرض إليه من طرف أشخاص ينتمون لحزب آخر ... افسد بعض الانتهازيين والوصوليين المترشحين إلى الانتخابات التشريعية بعاصمة الغرب الجزائري عرس الحملة الانتخابية، بسبب تعمدهم الملحوظ في استعمال مجموعة من الأساليب الغريبة عن أعراف الممارسة السياسية بشكل أثار جملة من التساؤلات عن الوضعية التي سيكونون عليها بعد العاشر ماي المقبل، إن هم لم يفلحوا في اقتطاع تأشيرة المرور إلى مقاعد البرلمان!؟ والغريب فيما يحدث في ولاية وهران، هذه المرة، أن الضجيج السلبي الكبير، يبقى من صنيع تلك الأحزاب المجهرية التي وافق مسؤولوها بالعاصمة على ترشيح أشخاص معروفين بسوابقهم المخزية، سواء لما كانوا يشرفون على تسيير بعض الهيئات المحلية في السابق أو لطريقة إدارتهم لأنشطتهم التجارية والمالية، حيث إن قصصهم المريبة في هذا المجال متعددة وليست بحاجة إلى التفصيل، قبل أن ترتسم معالهما مجددا في سماء الحملة الانتخابية الجارية الآن. ولعل من أبرز النقاط السلبية التي تسجل في الحملة الانتخابية الآن، هي تلك الحرب الضروس التي اشتدت في الأيام الأخيرة بين ثلاثة أحزاب يقوم كل طرف فيها بتمزيق القوائم الانتخابية للآخر، وعلى مستوى أغلب المناطق والأحياء بمدينة وهران، خاصة في الجهة الشرقية التي يعتقد أحد مترأسي قوائم الأحزاب المذكورة أنها ملكا صافيا خاصا به، ولا يجوز لباقي المترشحين تعليق قوائمهم الانتخابية، رغم تخصيص السلطات المحلية أماكن خاصة لجميع الأحزاب والقوائم الحرة من إجل تعليق ملصقاتهم الإشهارية. وعلمت «البلاد» من مصادر موثوقة أن اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات التشريعية بولاية هران، كانت قد استقبلت العديد من الاحتجاجات، خاصة من طرف ممثلين عن القوائم الحرة الذين عبروا عن تضايقهم الكبير من حملات التمزيق التي تستهدف ملصقاتهم دون سواهم من بقية الأحزاب، ومن طرف المترشحين ذاتهم الذين لم يتأخروا هذه المرة، أيضا في الاعتماد على الشكارة من خلال تخصيص أموال باهظة صرفوها على بعض الشباب البطال كلف بإدارة حملتهم الانتخابية وتنفيذ املاءاتهم حتى وإن اختلفت مع الأعراف السياسية الضوابط القانونية .