خصصت الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب نهاية الأسبوع، وقفة تكريمية للراحل محمد يحياتن، وهو أستاذ جامعي ومترجم دقق في مسائل المفهومية وفي مسائل النحو والدلالات وحقول أخرى حرصا منه على تقديم عمل واف ومفهوم عن النص المترجم. وضمن هذا الإطار، أوضح أستاذ في الأدب العربي بجامعة الجزائر والمترجم والروائي محمد ساري خلال هذا اللقاء التكريمي، أن أعمال الترجمة التي قدمها يحياتن جمعت بين الأعمال الأدبية العلمية والروائية، وكانت قمة في الدقة والصدق. وقال في اللقاء الذي شهد حضور زملاء وأصدقاء الراحل، أن محمد يحياتن الذي التحق بمعهد الأدب واللسانيات بعد دراسته للفلسفة؛ تمكن من الاندماج بسهولة في المجموعة، واستطاع بفضل إتقانه للغتين العربية والفرنسية وأيضا تمكنه من اللغة الأمازيغية، من إثراء المكتبة الجزائرية بترجمة كتب ومقالات هامة سواء من الفرنسية إلى العربية أو من الأمازيغية إلى العربية. وشكل هذا اللقاء أيضا فرصة للذين عرفوه عن قرب من أساتذة ومترجمين للتذكير بخصال الرجل الذي كان له، وفق مداخلة المترجم والكاتب سعيد بوطاجين؛ جانب إنساني راق، كما كان يملك ثقافة عالية وحب القراءة والاطلاع خاصة قراءة الأدب. وتحدث بوطاجين عن أهمية القراءة خاصة الأدبية بالنسبة للمترجم؛ مما يسمح له بتقديم أعمال أدبية مترجمة بأسلوب جميل وشاعري. وكان للرجل أيضا، حسبه، انضباط أكاديمي خاصة في الأعمال والدراسات العلمية. في السياق ذاته، تطرقت الباحثة الجامعية المتخصصة في اللسانيات خولة طالب الإبراهيمي، إلى الجهد الذي كان يبذله يحياتن في ترجمة المفاهيم وبعض المصطلحات، وحرصه في حالة التردد على استشارة زملائه والعارفين، موضحة أنه كان يبحث في التراث عن بعض المصطلحات التي لا يوجد مقابلها بالعربية ومحاولة تكييفها وتجديدها قبل اللجوء للاشتقاق أو التعريب. وتأسف المشاركون لرحيل هذا الجامعي الفذ في شبه صمت، حيث قال الأستاذ عبد القادر بوزيدة، وهو أحد زملائه، إنه سيتم قريبا مع الدخول الجامعي القادم؛ تنظيم يوم دراسي حول حياة الرجل وأعماله بجامعة تيزي وزو التي درس فيها لعدة سنوات. من ناحية أخرى، ولد محمد يحياتن سنة 1953 ب«قصر الشلالة» في ولاية المدية، وساهم في مجال الترجمة بعدة أعمال نقدية علمية وأدبية، حيث ترجم مثلا كتب أدبية وسياسية منها «الأمير عبد القادر فارس الإيمان» لمحمد شريف ساحلي ورواية «وردة في الهاوية» لعيسى خلادي و«لا مكان في منزل أبي» لآسيا جبار وغيرها.