افتتحت وزيرة الثقافة خليدة تومي أمس، الملتقى الدولي للنساء الإفريقيات الذي نظم في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، تحت شعار ''النساء الإفريقيات في محك التنمية'' أين طرحت قضية المرأة الإفريقية التي قالت إنها ''نصف سماء الله وضمير الشعوب الناطق بالحق والحرية''. قالت تومي في الملتقى الذي احتضنه نزل الأوراسي، إنه كان من الصعب أن ينتهي عمر المهرجان الثقافي الإفريقي دون أن يخصص حيز للحديث عن مآثر المرأة الإفريقية صانعة البطولات، لتنتهز فرصة الحديث عن نفسها و''إنجازاتها على مدار سبع سنوات من تسيير وزارة الثقافة'' وقالت في هذا الشأن إن عدد النساء في الوزارة الأولى الذي يقدر اليوم بثلاثة هي على رأسهن سيصبح ثلاثين العام القادم، قبل أن تشيد بمكانتها ومكانة ''خياتها''، كما أسمتهن، وهن نوارة سعدية جعفر وزيرة المرأة وقضايا الأسرة وسعاد بن جاب الله الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي، اللتان حضرتا الافتتاح الذي شارك فيه باحثون وأكاديميون من المركز الوطني للبحث في الأنتربولوجيا الاجتماعية والثقافية ورقم يعد على رؤوس الأصابع من الإفريقيات اللائي نظم الملتقى على شرفهن. وزيرة الثقافة التي دخلت القاعة تجر رجلها اليمنى متكئة على عصا على إثر التواء كاحلها، قالت في كلمتها ''إن المرأة الإفريقية فرضت وجودها في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأصبحت تسير جنبا إلى جنب مع الرجال حتى غدت في البرلمان'' لتضرب الوزيرة في هذا السياق مثالا بشخصية ''آلان جونسون'' المرأة التي اعتلت منصب الرئاسة بليبيريا وأخريات في مناصب سياسية أولى لتراهن تومي بعدها على قدرة المرأة الإفريقية على أن تكون طرفا فعالا في التنمية في غياب ما يسمى بالتمييز الجنسي الذي لم يعد يذكر بعد التحولات الكبرى والإنجازات الهامة التي حققتها المرأة عموما بعيدا عن عقدة الجنس فارضة نفسها وضاربة عرض الحائط كل الإحباطات التي من شأنها أن تشل نشاطها العلمي والأدبي كما جاء على لسان وزيرة الثقافة التي بدت متحمسة جدا لقضية المرأة وهي تتحدث عنها وعن إنجازاتها في جميع الميادين وفي مختلف القطاعات لتحضرها في تلك اللحظة مريم ماكيبا والمجاهدة باية الهاشمي كما أسمتها وأخريات كثيرات ''كان لهن الفضل في تكريس مكانة المرأة الإفريقية في خارطة العالم''. من جهتها، تناولت سعاد بن جاب الله، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالحث العلمي، الكلمة لتؤكد بدورها على الدور الأكاديمي الفعال للمرأة الإفريقية ''الذي لا يمكن تجاهله بعد أن حققت خطوات هامة ميدانيا تشهد لها عن حسن صنيعها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية''، وبدورها أكدت نوارة سعدية جعفر، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، أن مستقبل القارة السمراء لا يمكن أن يكون إلا بوجود المرأة صانعة التحدي والنضال، مستشهدة في ذلك بكلمة كان الرئيس بوتفليقة قد ألقاها الثامن من شهر مارس الفارط أين قال ''إن التنكر لحقوق المرأة من لهو من قبيل التنكر لحقوق الشعوب المغتصبة أرضها'' قبل أن تواصل الوزيرة بالقول إن وجود كتلة من النساء في البرلمان قد يقلب موازين القوى ويحقق التنمية المطلوبة بعيدا عن التهميش والإقصاء.