تشهد مختلف المساجد خلال شهر رمضان حجا لجموع المصلين على اختلاف فئاتهم سواء كانوا رجالا أو نساءً، حيث تنزل شابات وفتيات في مقتبل العمر من أجل أداء صلاة التراويح، غير أن الظاهرة الملفتة للانتباه في كثير من المساجد ومصليات النساء تحديدا هي أن المساجد تحولت إلى ملتقى للباحثين عن زوجات وأزواج المستقبل، خاصة فى صلاة التراويح، حيث تخصصت بعض السيدات في التوفيق بين راغبي الزواج من منبر بيوت الله. في وقت قريب لم يكن حضور الشابات في المساجد امرا مثيرا للانتباه كون المرتادات عليه هن من الأمهات والمتقدمات في السن، غير أن الوضع اختلف تماماً وأصبح التحجب والالتزام بحضور حلقات الدين في المساجد أقصر الطرق للزواج، حيث نلاحظ أن كثيرا من النسوة حولن المساجد إلى منتديات للتعارف والبحث عن زوجات أو العكس، إذ هناك من العازبات من يلتزمن بالمواضبة على حضور الحلقات وأداء صلاة التراويح، والتردد على لمساجد بغية نيل إعجاب من تبحث عن زوجة، خاصة أن هناك العديد من الشباب ممن يرغبون في الارتباط يطلبون من أمهاتهم أو أخواتهم أو إحدى قريباتهم أن يبحثن لهم عن عروس مناسبة من بين الفتيات اللاتي يواظبن على الصلاة بالمسجد، باعتبارهن أكثر التزاما من غيرهن وذلك لضمان حسن الخلق والالتزام الديني والدنيوي، وبالطبع يكون المسجد هو أنسب مكان يمكنها أن تتعارف فيه على أكبر عدد من المتنقبات لتختار من بينهن العروس المناسبة. إيمان مطلقة تعترف بفوزها بزوج ثان خلال صلاة لتراويح إيمان شابة في 25 من العمر تطلقت في سن 19 من العمر، غير أنها وبعد سنتين من طلاقها قررت أن تصلي التراويح بأحد مساجد الحراش رغم أنها لم تكن من المواضبات على أداء الصلاة في المساجد، حيث أثارت اهتمام وانتباه إحدى السيدات التي أعجبت بها وبطباعها خاصة أنها كانت مواضبة على أداء صلاة التراويح، وقالت إن حماتها أعجبت بأخلاقها وكانت تراقبها لفترة قبل أن ترشحها لتزويجها، وتم الأمر دون أي مشاكل خاصة بعد علمها أنها مطلقة، حيث طلبت من ابنها قبل أن تفاتحها بالأمر برؤيتها أثناء خروجها من المصلى وهو ما حدث لتنال هو الآخر رضاه وقررا التقدم لخطبتها بعد مفاتحتها بالموضوع بعد شهر رمضان، وتم بعد فترة وجيزة الزواج. أما «س.م»، 25 سنة، فتؤكد أنها في رمضان الماضي كانت تصلي التراويح بأحد المساجد العاصمة وكانت هناك سيدة تحرص على الوقوف إلى جانبها دائما، وفي إحدى المرات صارحتها بأنها ترغب في تزويجها لابنها، الذي طلب منها البحث عن عروس، ملتزمة دينيا، من بين فتيات المسجد، وبالفعل تقدموا لأسرتها ووافقت على الزواج، بعد أن وجدته الأسرة شابا ملتزما وجادا. خالتي الزهرة أم لشابين في عمر الزواج، تقول إنها تعبت في البحث عن عروسين لابنيها فقررت أن تبحث في المساجد واخترت شهر رمضان كونه فرصة تسمح لها بالتعرف على عدد من الفتيات وترشيح من هي أفضل، على اعتبار أن هذا مصلى النساء مكان يرتاده الفتيات الملتزمات وصاحبات الخلق الرفيع ممن يصلحن للزواج، حيث أكدت أن أحد أبنائها الذي كلفها بالبحث عن عروس كان في كل مرة ينقلها إلى مسجد معين بين باش جراح والحراش والقبة.. ولأن حظها سيء حسب ما أوردته فإنها لم تجد لحد الساعة عروسا مناسبة كون أغلب اللائي سألتهن متزوجات أو مخطوبات. وأوضحت إحدى النساء المسؤولات عن مصلى النساء بالكليتوس أن ظاهرة البحث عن زوجات في المساجد باتت منتشرة وأن عددا من النسوة يتقدمن إليها بغية الإستفسار عن هذه أو تلك، غير أنها أكدت أن مثل هذه السلوكيات ورغم استحسانها غير أنها تفقد الطابع الروحاني لبيت الله، إذ أن هناك من الفتيات من باتت تقصد المسجد من أجل الظفر بزوج، وليس من أجل الصلاة وعبادة الله والتقرب إليه، في النهاية يبقي الزواج كالرزق مقدر بوقت وميعاد، ولأن الزمن اختلف والحياة أصبحت فرصا فالكل يسعى وراء أي فرصة للهروب من شبح العنوسة المرعب. من هنا كان سعي البنات في هذا الزمن نحو العريس من منطلق أن السعي على الرزق مطلوب.