يسعى الغرب منذ أحداث الحادي عشر سبتمبر إلى تقديم المسلمين في صورة متوحّشة لا علاقة لها بالحضارة، وهذه المحاولات التي تظهر هنا وهناك لجر المسلمين نحو جدل آخر لا تخرج عن دائرة الوجه الجديد للحملات الصليبية التي تظهر مرة في أمريكا وتارة أخرى في أوروبا. وليس بريئا أن تزداد الهجمة على المسلمين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة منظمة ومدروسة في الوقت الذي كان يفترض أن تتوجه جهود العرب إلى حل مشاكلهم بواسطة الانتخابات والتداول السلمي على السلطة قصد التفرغ للقضية المحورية المتمثلة في فلسطين وحق العودة للاجئين. الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو يوم الأربعاء الماضي هي الطبعة الفرنسية للحملة الصليبية التي ظهرت في الدانمارك والسويد وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخيرا في فرنسا. لا يريد الغرب أن يخرج العالم الإسلامي منتصرا على كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده منذ سقوط بغداد، إذا ما اعتبرنا أنها مرحلة خطيرة أعقبت تفجيرات نيويورك، لذلك يحدث الآن أن تتحول المحاولات الفردية التي ظهرت هنا وهناك إلى حملة منظمة وهجمة شرسة على المسلمين الذين نجحوا في أوروبا وأمريكا في التعامل مع الوضع الذي أعقب أحداث الحادي عشر وكشف صبرهم وحكمتهم عن خفايا كل المؤامرات التي تم وضعها ضد المسلمين وضد قضيتهم المحورية فلسطين، لذلك قد تظهر المزيد من الإساءات والاستفزازات وما على العالم العربي والإسلامي سوى الضغط الرسمي لافتكاك تشريع يجرّم الإساءة للإسلام والمسلمين.