دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الاربعاء الى وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا ووقف المعارك فورا في ليبيا مبديا "قلقه" من الصدامات الاخيرة بين الاقباط والمسلمين في مصر.وصرح بان كي مون للصحافيين "ادعو الرئيس الاسد مرة ثانية الى الاستجابة الى دعوات الاصلاح والحرية والتوقف عن استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين السلميين".وجاءت تصريحاته بعد ان ذكر نشطاء ان القوات السورية شددت الثلاثاء حملتها ضد المناطق الرئيسية التي شهدت احتجاجات ومن بينها مدينة بانياس ومحاصرة الاحياء واعتقال قادة المحتجين.واوضح بان انه تحدث مرات عدة مؤخرا مع الرئيس السوري "آخرها قبل اربعة او خمسة ايام". وتأتي تصريحات بان بينما قال ناشط حقوقي ان دوي قذائف ورشقات اعيرة نارية سمع فجر الاربعاء في حمص وسط سوريا حيث استمرت العمليات الامنية في المدينة وفي بانياس الساحلية.وعبر بان كي مون عن خيبة امله لرفض السلطات السورية السماح لفرق انسانية تابعة للامم المتحدة بالتوجه الى درعا.وقال "اواصل دعوة السلطات السورية الى السماح لفرقنا الانسانية" بدخول سوريا ليتاح لها تقييم الوضع بشكل "موضوعي ومستقل" ومساعدة السكان.وكان متحدث باسم الاممالمتحدة اعلن الاثنين ان بعثة تقييم انسانية تابعة للمنظمة الدولية منعت من التوجه الى مدينة درعا في جنوب سوريا، مهد الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد. وقال المتحدث فرحان حق ان "بعثة التقييم الانسانية التابعة للامم المتحدة لم تتمكن من التوجه الى درعا، مهد الاحتجاجات على النظام السوري". واضاف "نحاول استيضاح سبب رفض السماح لها بدخول (المدينة). نحاول الوصول الى امكنة اخرى في سوريا". واعلنت الاممالمتحدة الخميس انها تلقت موافقة على ارسال فريق تقييم انساني الى درعا خلال الايام المقبلة. من جهة اخرى، دعا الامين العام للامم المتحدة السلطات السورية الى التعاون مع بعثة مجلس حقوق الانسان بينما تتزايد الضغود عليها بعد شهرين من بدء الاحتجاجات.وتقول منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ان ما بين 600 و700 شخص قتلوا في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج فيما اعتقل ثمانية الاف اخرين على الاقل. من جهة اخرى، دعا بان كي مون السلطات الليبية الى الكف عن مهاجمة المدنيين فورا واعلن انه سيرسل مبعوثه الخاص الى طرابلس بعد أن اجرى مكالمة هاتفية مساء الثلاثاء مع رئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي.وقال "على السلطات الليبية ان تتوقف عن مهاجمة المدنيين".واضاف "يجب اجراء مفاوضات من اجل الوقف الفوري لاطلاق النار والتوصل الى حل سلمي للنزاع والسماح للعاملين في المجال الانساني بالدخول الى البلاد دون اية اعاقة".واكد ان "رئيس الوزراء وافق على استقبال مبعوثي الخاص (عبد الاله) الخطيب الذي اصدرت له تعليمات بالتوجه الى طرابلس مرة اخرى في اسرع وقت ممكن". وشدد بان كي مون "يجب وقف المعارك في مصراته وغيرها عندها سيكون في وسعنا الاستمرار في تقديم مساعدة انسانية وبموازاة ذلك مواصلة حوارنا السياسي".واضاف "اشعر بالحزن للانباء التي تشير الى فرار الناس من القتال ومقتلهم في البحر".وقال "اطلب من السفن في البحر المتوسط عدم انتظار استقبال اشارات او نداءات استغاثة .. يجب اعتبار اي قارب خارج من ليبيا بحاجة الى المساعدة والحماية".وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الثلاثاء ان اعداد القوارب المتهالكة والمكتظة باعداد الليبيين الفارين من بلادهم تزداد. واشارت المنظمة الى غرق قارب يحمل نحو 600 شخص قبالة الساحل الليبي الاسبوع الماضي مما ادى الى مقتل الكثيرين، فيما يعتقد ان نحو 150 شخصا قتلوا في غرق قاربهم بسبب سؤ الاحوال الجوية اثناء فرارهم من ليبيا في السادس من ابريل.وحول مصر، عبر بان عن "قلقه" من الصدامات الاخيرة بين الاقباط والمسلمين التي اسفرت عن سقوط 12 قتيلا في مصر. وقال "انني قلق من اعمال العنف الاخيرة بين الاقباط والمسلمين في مصر".الا انه عبر عن "ثقته" في قدرة السلطات المصرية على تجنب تصعيد في المواجهات الطائفية التي ستكون "عقبة امام التقدم الى بلد اكثر حرية وتناغما".ووعدت الحكومة الاثنين باللجوء الى كل الادوات التشريعية المتاحة لتفادي صدامات جديدة بعد تلك التي وقعت ليل السابع الى الثامن من ماي واوقعت 12 قتيلا و232 جريحا. وكان وزير العدل اعلن الاحد ان القوانين التي تنزل حتى "عقوبة الاعدام" في قضايا الاعتداء على دور العبادة ستطبق فورا. واكد الجيش ان الموقوفين بعد اعمال العنف سيحالون على محاكم عسكرية.ويعتبر الخبراء ان هذه الحوادث تكشف بان العملية الديموقراطية التي بدات في دول شمال افريقيا في الاشهر الماضية تبقى هشة. وهو رأي يؤيده الامين العام للامم المتحدة. وقال بان ان "الثورة في كل من تونس ومصر تعتبر اكبر فرصة للتقدم على طريق الديموقراطية وحقوق الانسان خلال جيل واحد". واضاف "هذه الفرصة ثمينة ودقيقة في آن ويجب تنميتها وادارتها بعناية من قبل الاشخاص الذين يقفون وراءها".