علمت الجزائرالجديدة من مصادر فنية مصرية أن عدد من الفنانين والممثلين المصريين ينوون تنظيم حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تم إلغاء دورته المقبلة نظرا للظروف الراهنة التي تعرفها البلاد بميدان التحرير، وهي الخطوة التي رحب بها العديد من المهتمين بالحقل السينمائي، فيما يرى البعض الآخر أنها فكرة "طائشة" لا تليق بمقام هذا المهرجان الذي يعد من أعرق المهرجانات العربية. قرار إقامة حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي بميدان التحرير جاء بمبادرة من لدن عدد من السينمائيين الذين سجلوا حضورهم بقوة في المظاهرات التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، على غرار: خالد الصاوي، خالد أبو النجا، عمرو واكد، أحمد حلمي، منى زكي، تيسير فهمي، ويؤكد هؤلاء على ضرورة المحافظة على القيمة والمرتبة التي تحصل عليها مهرجان القاهرة السينمائي، وأنهمخ مصرون على قرارهم ولو رمزيا في حال تشبث وزارة الثقافة بقرارها. ففي الوقت الذي يرفع فيه الشعب المصري شعار "التغيير"، رفعت معظم الهيئات الثقافية المصرية شعارا مختلفا تماما وهو "الدوران للخلف"، فالقرار الذي اتخذته وزارة الثقافة المصرية بالغاء الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يصنف ضمن أهم عشرة مهرجانات السينما في الشرق الأوسط –تأسس سنة 1976- أثار حفيظة الكثير من المثقفين والنقاد، الذين رأو في هذا القرار انتكاسة ثقافية لا تتناسب أبدا وروح الثورة التي قادها شباب مصر منذ حوالي خمسة أشهر، فوزارة الثقافة المصرية بررت إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام بسبب الأوضاع التي تعيشها مصر منذ اندلاع ثورة 25 جانفي، من تدهور في الوضع الاقتصادي العام وانفلات الوضع الأمني، كما أن موعد إقامة المهرجان يتزامن مع الانتخابات البرلمانية والرئاسية ومرحلة صياغة الدستور الجديد، على أن يعقد في موعده خلال العام المقبل، وهو القرار الذي أيده رئيس المهرجان الفنان عزت أبو عوف، وهذا يدل على أن وزارة الثقافة المصرية قد فضلت الاستسلام للموقف الراهن والانسحاب من المواجهة. وعلى صعيد آخر، يواجه هذا الموعد السينمائي الهام جملة من المشاكل التي تهدد سمعته عربيا ودوليا، بعد إعلان كل من رئيس المهرجان عزت أبو عوف الذي تقلد هذا المنصب منذ عام 2007، ونائبته سهير عبد القادر استقالتهما من إدارة المهرجان، لأسباب بررتها سهير عبد القادر في اتصال هاتفي بالجزائرالجديدة، بكثرة المشاكل التي تحيط بالمهرجان والصراعات الداخلية بين الموظفين بالمهرجان من أجل اقتناص مناصب مهمة بدلا من التفكير في الارتقاء به، وهكذا يخسر مهرجان القاهرة السينمائي أحد أهم رواده، سهير عبد القادر التي عملت بجد طوال فترة توليها منصب نائب رئيس المهرجان، حيث كانت تهتم بجلب أهم الأفلام من الناحية الفنية والتقنية، وأبرز الوجوه السينمئية عربيا وعالميا، ما زاد من قيمة هذه التظاهرة السينمائية الهامة التي أضحت تضاهي مهرجان برلين وفينسيا. عمرو واكد مستعد لبيع بيته على أن تعقد الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي من جهته، قال عمرو واكد في تصريح خاص للجزائر الجديدة:"أرفض بشدة قرار وزارة الثقافة بالغاء الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة، فكيف يمكن لها أن تتخذ هذا القرار الجبان في الوقت الذي سجل فيه هذا العرس السينمائي الضخم خطا واضحا ومهما ضمن خارطة المهرجانات الدولية، وأضحى من بين أهم عشرة مهرجانات في العالم، وأنا شخصيا مستعد لبيع بيتي من أجل اقامة الدورة المقبلة للمهرجان، ولو فكرت وزارة الثقافة في الاستعانة بمثقفين وسينمائيين جادين متطوعين، فسوف تجد جيوشا منهم، والمهم في أي مهرجان حقيقي هو الأفلام وليس الألعاب النارية أو ملابس السهرة للنجمات في حفلات الافتتاح والاختتام"، وأضاف قائلا: "يفترض على وزارة الثقافة أن تتعيد النظر في تلك الميزانيات الباهظة التي تضيع هباء، لا الغاء المهرجان، وهذا القرار غير صائب ويضر بسمعة مصر ثقافيا، مع العلم أن الميزانية العامة للمهرجان تبلغ 8 مليون جنيه مصري أي بما يعادل مليون و300 مائة ألف دولار أمريكي". القاهرة: هبة الرحمان