أكد الممثل المسرحي، أحمد قورايين، في حوار ل "الجزائر الجديدة"، أن الفنان الجزائري بدأ يحظى مؤخرا ببعض من الاهتمام، خاصة بعد الأزمة مع مصر التي جعلت حضور المصريين الى المهرجانات الجزائرية يقل مقارنة بالماضي حيث كان هؤلاء هم الأوائل في قوائم المهرجانات. وأوضح أحمد قورايين في دردشته معنا، أن المسرح الجزائري مرتبط بمشاكل الأمة، فهو من المسارح القوية التي صنعت نفسها بنفسها ونقشت تاريخها بأحرف من ذهب، معتبرا نفسه موهوبا في مجال التمثيل منذ أن كان صغيرا وقام بتنمية هذه الموهبة بالممارسة، حيث يقول بأن الفن يسري في عروقه. حاورته: زينب.ب *- من هو الفنان أحمد قورايين؟ وكيف كانت أولى الخطوات نحو التمثيل؟ أنا فنان وممثل مسرحي وسينمائي، تعلمت الفن والتمثيل من أخي الذي كان بدوره ممثلا مسرحيا، كما أنني كنت أشعر دائما بذلك الميول نحو هذا الفن الذي كان يأخذني بعيدا بمجرد أن أرى الخشبة فشتان بين حب هذا الفن وبين اعتباره مهنة تدر أموالا لأن الأداء حتما سيكون مختلفا. يتوقف قليلا ليضيف في السياق ذاته بقوله، التمثيل أو الفن عموما له علاقة بالإحساس ولا يمكن لأي كان الولوج إليه، وإن عبر الواقع عن العكس، فتجربتي بدأت منذ الصغر عندما كنت في الثامنة من العمر، حيث كنت في المسرح أشاهد أخي وهو على الخشبة، غير أن فرقته واجهت مشكلة تمثلت في غياب أحد الممثلين، فاقترحت على أخي الفكرة غير أنه استغرب ولم يقتنع حتى أسمعته مقاطع المسرحية التي كنت قد حفظتها كاملة في المنزل، وفعلا قمت بالدور على أكمل وجه رغم أن الدور كان لشخص بالغ. *- كيف ترى وضعية الفنان الجزائري اليوم؟ الفنان الجزائري قد عانى من التهميش والمشاكل المختلفة خاصة في المهرجانات والمناسبات، حيث كانت الوجوه العربية خاصة المصرية هي محط الأنظار لتأخذ بعدها الملايير وتنصرف دون أن تذكر الجزائر، غير أنه مؤخرا شهد هذا الفنان التفاتة خاصة بعد الأزمة مع مصر بعد مباراة كرة القدم، خاصة وأن الكثير من الفنانين أعادوا جوائز التكريم. يضحك ويتابع، ولكنهم لم يعيدوا النقود إلى الجزائر، كما أن تكريم العرب وإعطائهم أكثر من حقهم في المهرجانات لم يقتصر على الممثلين فقط، بل حتى المطربين فقد أتى الكثير من مطربي مصر ولبنان وأخذوا الملايير أيضا. *- كيف تقيم الأداء الوطني على خشبة المسرح؟ الأداء المسرحي لطالما كان جيدا منذ زمن طويل وعز الدين مجوبي، ياسمينة، صونيا وغيرهم خير مثال على المستوى الذي كان فيه الأداء، ولم يكن هناك فرق بيننا وبين المشارقة، ففي الماضي اقتبست فرقة مصرية مسرحية لوليام شكسبير، وفرقة جزائرية اقتبست المسرحية ذاتها، وشاركتا في مهرجان دمشق وهناك أخذت الممثلة ياسمينة لقب أحسن ممثلة عن دورها في المسرحية، كما أثنى الجميع على أداء الفرقة، فإذن مكانتنا كانت واضحة بين البلدان العربية. يتوقف قليلا ليضيف، المشارقة وخاصة المصريين كانوا السباقين وكانت لديهم كل الوسائل من أجل الإنتاج، لذلك ذاع صيتهم في العالم العربي من خلال العناوين المختلفة التي خرجوا بها إلى النور، غير أن ذلك لا يعني أنهم لا يتعرضون للخطأ، فمثلا الارتجال في المسرح له وقت معين لكن عادل إمام يرتجل لأكثر من نصف ساعة بالتالي لا يمكنني تصنيفه في خانة الممثلين المسرحيين، فهو ممثل كوميدي وكفى. *- ماذا عن المرأة الجزائرية في هذا المجال؟ أعتقد أن المرأة الجزائرية قد أثبتت نفسها في مجال الفن والتمثيل ومنذ زمن أيضا، فأول امرأة أدت المونولوج هي صونيا بعنوان "فاطمة"، بعدها دليلة حليلو في مونولوج "ما يبقى فالواد غير حجارو"، ولازالت مرأة اليوم تعمل على إثبات نفسها. *- تقول أنك ممثل مسرحي وسنيمائي، فمتى كانت أول تجربة لك في السينما؟ أنا بدأت في المسرح منذ نعومة أظفاري كما سبق وأن قلت، غير أن ذلك لم يمنعني من الولوج إلى عالم السينما عندما سنحت لي الفرصة، فكانت تجربتي الأولى في الفيلم المطول "مهمة سرية" لفوزي بولحية وذلك في الدور الرئيسي "القط"، بعدها شاركت في فيلم "الأندلسية" الذي يروي سقوط غرناطة، وفيلم "حي الشيوخ" ليحي موزاحم إلى جانب الراحل العربي زكال. يتوقف ليتحدث عن جديده في السينما، فيقول، شاركت في فيلم "السطوح" لمرزاق علواش الذي سيشارك به في مهرجان كان، وشاركت أيضا في الفيلم المطول "عطور الجزائر" لرشيد بن حاج الذي شارك به مهرجان دبي. *- هل يمكن أن تذكر لنا أعمالك؟ في البداية أود أن أذكر التكريم الذي حظيت به من قبل بلديتي مفتاح، حيث عرضت مونولوج "الزريعة" من تأليفي، وقد تناولت فيه قضية التعليم في الجزائر من خلال حوار بين الساسي والعادي وكل منهما يمثل صفة تعليم معينة، والهدف من هذا العمل الذي حضرته، هو أن التجارب التي تتغير يقوم بها فلان وفلان لا يجب أن تكون في التعليم الذي فقد أصبح هذا الأخير حقل تجارب. يتابع بقوله، وأيضا شاركت في العديد من الأعمال التي عرضت في شهر رمضان المنصرم على غرار سيتكوم "الزهر مكاش" ليحي موزاحم الذي عرض على قناة الشروق تي في، وسيتكوم "حكايتكم" الذي عرض على قناة الأطلس تي في إلى جانب كمال بوعكاز، بالاضافة إلى سيتكوم "لو بسي" (الطبيب النفسي) للمخرجة إيمان. يواصل، كما سجلت مشاركتي أيضا في المسلسلات الكوميدية "عمارة الحاج لخضر 2"، "ديدين ملك الهمبرغر"، "قهوة ميمون"، و"ساعد القط" 1 و2، وكان لي أيضا دور في فيديو كليب بعزيز "بلادي يا بلادي" من إخراج جعفر قاسم. *- ماهي مشاريعك المستقبلية؟ فيما يخص المسرح أنا بصدد التحضير لمونولوج جديد بعنوان "مونولوج بين اثنين" الذي يعرض حوارا شيقا بين أديب وشيطان حيث يتمحور الحديث حول واقع الدول العربية، مصر، تونس، ليبيا، سوريا، أو بالأحرى بلدان الربيع العربي أو كما أسميها بلدان " الرعدة العربية". يعطي لنفسه فاصلا، ليتابع بقوله، الحوار الذي يكون بين الأديب والشيطان سيكون شيقا من خلال النقاط التي يتطرق إليها، حيث يحاول الأديب اتهام الشيطان بكل ما يحدث. *- ما الذي جعلك تختار شخصية الأديب في الحوار؟ الأديب هو الكاتب، الشاعر، المفكر، وهكذا أشخاص هم من يستطيعون الحديث مع الشيطان، والشيطان هنا هو الديكتاتور المتواجد في أي مكان، هو أمريكا... هو كل القوى السيئة والسلبية على وجه البسيطة، إلا الشعب فلا يمكن أن يكون هذا المخلوق. يتابع، وأيضا هناك مونولوج تحت عنوان "سرب كل زمان" أنا بصدد التحضير له، وهو يحكي عن تاريخ الجزائر رغم أنني لا أميل إلى المناسباتية في العمل، إلا أن العمل لن ينحصر في الفترة ما بين اندلاع ثورة التحرير إلى غاية الاستقلال، بل منذ الفتوحات الاسلامية، فالجزائر تملك الكثير من الأحداث التاريخية التي نقشت تفاصيلها بأحرف من ذهب.