شيع آلاف من السكان المحليين بمدينة القرارة، صبيحة السبت، في أجواء مهيبة 14 ضحية، قتلوا في أحداث العنف الدامي غير المسبوق في غرداية، يوم الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، في وقت بدأ الهدوء التدريجي يخيم على المنطقة التي فرض عليها حظر التجوال وتتواصل عمليات الاعتقالات وحملات التفتيش. تنقل آلاف من الميزابيين، صبيحة أمس، لمدينة القرارة، للمشاركة في تشييع الضحايا ال 13 بمقبرة بابوهون، في حين نقل جثمان الضحية ال14 لدفنه في مدينة العطف مسقط رأسه، وخيمت أجواء مهيبة، وسط انهيار العديد من المشيعين ودخولهم في نوبات بكاء وصراخ هستيري من هول الصدمة. وقال الناشط الإعلامي حمو أوجانة، بخصوص الوضع العام في المنطقة، إن هدوء حذرا يميز المنطقة بعد الإجراءات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، كما تتواصل حملة الإعتقالات التي تشنها عناصر الدرك الوطني ضد المشتبه في تورطهم في أعمال العنف، مع عمليات تفتيش واسعة عن الأسلحة النارية والبيضاء التي استعملت في المشادات. وخوفا من تجدد أعمال العنف، وانفلات الوضع مجددا، تواصل عشرات من العائلات هجرتها باتجاه المناطق الأكثر أمنا، وقد إكتضت مدارس إبتدائية بالعائلات الفارة من الموت، و هي تعيش ظروفا صعبة مع ارتفاع درجة الحرارة والصيام، و انتقدت هذه العائلات غياب الحراسة الأمنية عن المدارس مما يجعلها معرضة في أي وقت لهجوم العصابات الملثمة. ولا يزال سكان القرارة، يعيشون تحت الصدمة، بعد عمليات التخريب والحرق التي طالت المنازل والمحلات والسيارات، ولم تكلف مصالح البلدية نفسها عناء رفع القمامة، ولا إزالة آثار الدمار، إذ لا تزال الطرق مسدودة بأكوام الحجارة وهياكل السيارات المحروقة والقطع الحديدة التي استعملت في الإشتباكات. وقال حمو أوجانة، إن قرارات الوزير الأول عبد المالك سلال والإعتقالات الأخيرة وجدت رفضا وسط الميزابيين، الذين أكدوا أن ما حدث في القرارة ليس له علاقة بنشاط فخر الدين وأتباعه، ونددوا باختصار الأزمة في مجموعة شباب وعدم اعتقال المتسببين الحقيقيين الذين لازالوا طلقاء.