نددت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بواقع أطفال الجزائر و دعتالحكومة إلى ترجمة المعايير والمبادئ التي تضمنتها اتفاقية حقوق الطفل للأمم المتحدة ، إذ أوضحت أن الطفولة في الجزائر، لا تزال تعاني وابلا من المشاكل جراء الأوضاع المعيشية. وأرجعت الرابطة معاناة شريحة من الأطفال في الجزائر "إلى المشاكل الاجتماعية والمادية التي تتخبط فيها الأسرة الجزائرية، وهو الأمر الذي أدى إلى الاستفحال الخطير للجريمة التي أضحت تهدد وتنخر جسد الطفولة البريئة، والتي تجلت مظاهرها عموما في ظواهر عدة كاغتصاب الأطفال، أو استعمال البراءة في التسول، وإجبارها على تطليق مقاعد الدراسة والالتحاق بعالم الشغل منذ نعومة الأظافر والعنف الممارس ضد هاته الفئة والتشرد ، فضلا عن عوامل أخرى كلها جعلت هاته الفئة لا تقوى على تحمل كل هذه المشاق، وهو ما تحوّل لدى البعض إلى أمراض نفسية جعلتهم يهربون من الواقع المرير الذي يعايشونه بالإنطواء على أنفسهم ونبذهم للغير". وسجلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حسب الأمين الوطني هواري قدور ، استنادا لأرقام مصالح الأمن سنة 2015 ، أزيد من 5800 طفل ضحية عنف ، 1 536 طفل ضحية سوء المعاملة ، 1 536 ضحية عنف جنسي و أكثر من 84 حالة اختطاف ، منهم أكثر من 15 طفل راح ضحية قتل العمدي . وأحصت الرابطة خلال السنة الجارية 2016 أزيد من 220 محاولة اختطاف ، منهم 08 طفل راح ضحية قتل العمدي، 20 حالة انتحار ، 4247 قضية في المحاكم، تورط فيها 5484 طفل قاصر ، بالإضافة إلى تسجيل حوالي 400 ألف طفل غير متمدرس يتراوح عمره بين 6 و 16 سنة ، إلى جانب ما معدله 200 ألف طفل يستغل في سوق الشغل، ليرتفع العدد مع حلول فصل الصيف الى اكثر من 450 ألف طفل اضطهدته سواعد الكبار بالعمالة . و يأتي الشارع ليؤكد بلغة الأرقام أن عددا هاما من أطفال الجزائر بأمس الحاجة للحماية ، إذ تحصي الرابطة 12000 طفل من أطفال الشوارع ، كما تشير الأرقام إلى تسجيل 45000 طفل بدون هوية في الجزائر . و في هذا الصدد ينبه الأخصائيون إلى أن واقع الأطفال بالجزائر بات بحاجة إلى إستراتيجية واضحة المعالم لحماية شريحة الأطفال التي تقدر بربع السكان ، كما دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى ضرورة الإسراع في مراجعة القانون الجديد الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا بخصوص بحماية الطفل من مجمل الآفات. مريم والي