بارك أوفياء أرضية " مزافران "، قرار مجلس شورى حركة مجتمع السلم القاضي بعدم الانضمام إلى الحكومة القادمة، وقالوا إن هذا الخيار يسير في خط المعارضة الحقيقة وليست الشكلية. وكتب الناشط الحقوقي، وأحد شخصيات " مزافران " عمار خبابة ، في تعليق له على خيار حركة مجتمع السلم بعدم المشاركة في الحكومة، قائلا على صفحته الرسمية " الفايسبوك " أوجه تحية إلى حركة مجتمع السلم ، تحية إلى الدكتور مقري، اختلفنا معكم ومع إخوان آخرين في محطة السلطة الانتخابية وكان الذي كان، دعتكم السلطة للمشاركة في الحكومة فكان المحك، وكان الخيار، فانتصرتم للعمل المؤسساتي وطبقتم القاعدة الذهبية الجماعية في المداولة والأغلبية في القرار، ومادام الفضاء يقتضي الاختصار أقول تميزتم ". وأعرب الناشط الحقوقي عن أمله في انضباط الأقلية الرافضة لقرار مجلس الشورى في إشارة منه إلى التيار الذي يقوده رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي اللذان كانا يأملان في مشاركة حمس في الحكومة وعودتها إلى خطها السياسي السابق، انضباطا حزبيا بالوحدة في التنفيذ، وبتوقف التشويش من ذوي القربى ". ومن جهته تفاعل الناشط وأحد شخصيات " مزافران سمير بلعربي، عبر صفحته الرسمية " الفايسبوك " مع قرار مقاطعة حمس الحكومة المقبلة، وكتب " نهنأ الحمسيون على رفض المشاركة في الحكومة القادمة ". من جهة أخرى اختلفت آراء الاسلاميين المشاركين في الانتخابات التشريعية ، حول قرار حمس ، وبدا بعضهم لم يستسغ خارج رفض هذه الأخيرة المشاركة في الحكومة المقبلة، و اعتبروا أن تخندق الإسلاميين في خانة واحدة "خانة المعارضة" لا يخدمهم، و سيفجر انتقام التيار الوطني و معاداته للتيار الإسلامي، سيما و أن هذا الموقف سيعمق الشرخ مع الحكومة و يترك مساحة فارغة للخصوم من اليساريين و الفرونكفونيين، مع الدعوة لضرورة الحفاظ على جسور العلاقة مع التيار الوطني مهما بلغ الإختلاف السياسي و مهما كانت المواقع. وعلق القيادي في حركة النهضة يوسف خبابة، على رفض تحالف حمس المشاركة في الحكومة المقبلة بالقول أنه "بهذا القرار يكون الإسلاميون قد أكدوا لعهدة ثانية خروجهم الطوعي من الجهاز التنفيذي، و أيا كانت المبررات وهي كثيرة، فان اليساريين و الفرنكوفنيين لا شك مبتهجين بهذا القرار وسيمعنون في شيطنة هذا التيار وتشويهه والوشاية به، وتعميق الشرخ بينه وبين التيار الوطني"، و قناعاته هي أن اجتماع الإسلاميين في خانة واحدة" خانة المعارضة"، لا يخدمهم ، مضيفا أن تداعيات الانتخابات الأخيرة والتلاعب بنتائجها لم يترك لهذا التيار هامشا مشرفا للمناورة، و وضعته بين خيارين أحلامها مر ، إما المشاركة المذلة و إما الانسحاب وترك مساحة فارغة لخصومهم.، و عن تداعيات هذا الموقف، يقول خبابة" قد تنجر عن هذا التخندق، دفع التيار الوطني للانتقام ومعاداة التيار الإسلامي، وهما التياران الوحيدان الكفيلان بالتوافق والتعاون وبعث الامل لمواجهة التحديات المستقبلية التي تعيشها وستواجهها الجزائر مستقبلا"، سيما و أن التيار التغريبي ظل يتصيد فرص الايقاع بين الوطنيين والإسلاميين ويلعب على تناقضاتهم واستغلالها للتحكم أكثر في صناعة القرار بعدما تحكم في الاقتصاد وفضاء الأعمال و الاعلام، و من هذا المنطلق دعا خبابة للحفاظ على جسور العلاقة مع التيار الوطني مهما بلغ الإختلاف السياسي و مهما كانت المواقع، لأن مصير البلد مرهون بالتحالف الاستراتيجي بينهما ولا غنى لتيار على الآخر. من جهته الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، قال في تصريح ل"الجزائر الجديدة"، أن موقف حمس ظاهرة صحية، و لا يدعو للتخوف، مستبعدا احتمالات وقوع الإسلاميين تحت غضب الحكومة، و قال أنه من الطبيعي جدا اتخاذ مجالس الشورى للقرارات المهمة وفق ما تقتضيه مصلحة الأحزاب و رؤيا الأغلبية الساحقة بعيدا عن الضغط و إغراءات السلطة، مضيفا أن الجزائر تعدت مرحلة الإيديولوجيات و التيارات، لأن العمل يتم بالبرامج السياسية، و حول الحكومة المقبلة، قال ذويبي أنها ستكون وفق نتيجة الانتخابات التشريعية و أنه تم ترتيبها وفق الخارطة التقليدية، و بما أن التيار الوطني يرى أنه يشكل الأغلبية فهو سيتحمل مسؤولية تسيير المرحلة المقبلة بأزماتها.