إنها أقدم صناعة ارتبطت بوجود الإنسان منذ الأمد البعيد، فأصبحت اليوم حرفة وتراثا شعبيا يعبر عن الأصالة والتاريخ المرتبط بالحضارة، ليجسده الفخار في أشكال وألوان عرف الإنسان كيف يحول الطين إلى مادة صلبة بالاستعانة بالنار واستعمال الدولاب، الذي أحدث ثورة في كمية الإنتاج وسائل بسيطة ورسومات معبرة، هي الوصفة السحرية التي جعلت من الفخار سفيرا بدون تأشيرة فمادته الأساسية هي الطينة الحمراء الطوبية اللون. صناعة الفخار في الجزائر بالرغم من أن الفخار حرفة عالمية إلا أنه لكل دولة ميزاتها الخاصة بها حسب الاستعمال أو الألوان أو الرموز فهناك من يستعملها في المعابد لصناعة الأوثان والتماثيل، وهناك من يعد أواني للطهي، والزينة، أما الرموز فهي تراث شعبي يعرف الحضارات ودلالاتها.تعد الجزائر من بين الدول الرائدة في صناعة الفخار، بحكم طبيعة البحر الأبيض المتوسط، فتكاد لا تخلو منطقة في الجزائر، لا تصنع هذا الفخار أو حتى تملكه كديكور للزينة ومنطقة القبائل هي الرائدة في هذا المجال كون المنطقة جبلية وريفية بسيطة في نمط عيشها.عمي "محمد" واحد من اللذين ورثو الحرفة أبا عن جد، ويرى فيها أنها مهنة نبيلة بالدرجة الأولى ومصدر رزق لعائلته، لكنه يجد صعوبة في تسويقها خارج الوطن، بالرغم من أنها مطلوبة كثيرا في الأسواق العالمية صمد الفخار للزمن وتعايش مع كل الحضارات بل وأكثر من ذلك اعتبره المؤرخون وعلماء البيولوجيا مقياسا لدراسة فترة أو حقبة من الزمن، حتى أنه في العصور الإسلامية، استعمل في المساجد وزين به الجدران كالفسيفساء الملونة والبيضاء.ومع التطور الحاصل في الآلات وحتى الأذواق فقد ظهرت عدة أنواع من الفخار، كالسيراميك الذي انتشرت صناعته في أوربا في القرن15 ميلادي، وفخار بوكوراك الرمادي أو الأسود الجميل الصنع وسطحه لامع أملس واكتشف في القرن الخامس قبل الميلاد.تلوين الفخار.........رموز ودلالة استعملت الأكاسيد المعدنية لطلي الخزف بالألوان الجميلة، منها الأحمر، الأسود، الأصفر وغيرها.ولكل بلد حكاية مع الألوان والرموز سواء صنعتها الحضارات السابقة أو مخيلة الإنسان المبدع، بالرغم من الشهرة العالمية التي اكتسبها الفخار عبر العصور ومختلف الحقبات التاريخية، لكنه يظل في بلادنا لا يرقى إلى المستوى المطلوب، كونه ليس شيئا عاديا فحسب ولكنه إرث حضاري وموروث شعبي يحمل كل معاني الثقافة الأصيلة.