لا يزال سكان بلدية الحسينية بولاية عين الدفلى، ينتظرون تجسيد المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن على السكان وفك العزلة عنهم والتهميش الذي يعيشونه منذ سنوات نتيجة لافتقارها لأدنى الشروط الضرورية للحياة الكريمة، في هذا السياق أكد السكان للجزائر الجديدة أن معاناتهم على مستوى البلدية أصبح لا يطاق خاصة بالنسبة للعائلات القاطتة بحي بوشعيب وحي سيدي امحمد بعطوش نتيجة العزلة المفروضة عليهم، أين تواجه العائلات ظروف معيشية مزرية، ويقى مشكل السكن هاجسهم اليومي الذي يؤرقهم وبحسبهم هو المشكل الذي يزيد من معاناتهم هذا رغم الشكاوي التي تم رفعها للسلطات المحلية فيما يخص تقديم إعانات سكنية ريفية وزيادة في نسبة الحصص السكنية، ولكن دون جدوى، كما يضيف لاسكان في سلسلة شكاويهم مشكل فساد الطرق والتي لم تخضع إلى أي عملية تزفيت منذ عدة سنوات مما يولد للسكان صعوبات في التنقل عبر مسالك ترابية خاصة مع سقوط الأمطار، أين تصبح معظم الطرقات عبارة عن مجموعة من المطبات مشكلة بذلك مستنقعات وبرك تعيق حركة السير خاصة لدى الراجلين، خاصة بالنسبة للطريق الوطني رقم 65 والذي يربط البلدية بمنطقة واد أمي عائشة. ناهيك عن مشكل مياه الشرب الذي بات يشكل أزمة تزيد من معاناة السكان، خاصة في ظل العدد المتزايد للسكان على غرار السنوات الماضية والتي لم تأخذه البلدية بمأخذ الجد، هذا ما يؤدي بهم إلى اللجوء إلى البئر الوحيد المتوفر بالمنطقة للإقتناء، وكم هي متاعب الأطفال والآباء بوجه الخصوص عند مباشرتهم بشكل يومي لتلك المهام المفروضة عليهم، بالإضافة إلى مشكل الغاز الذي يبقى مجرد وعود من طرف المنتخبين المتعاقدين على السلطة على حد تعبير السكان، حيث لا يزال سكان يستعملون قارورات غاز البوتان الذي يتلقون صعوبة في اقتنائه بسبب النقص في التوزيع خاصة في فصل الشتاء أين يكثر الطلب على هذه المادة الأكثر من ضرورية. كما تعرف المنطقة ضعف كبير في الخدمات الصحية وعلى رغم من بعد المنطقة عن أقرب مركز صحي وبعدها عن عاصمة الولاية بأكثر من 70 كيلومتر، غير أن قاعة العلاج الوحيدة التي تتوفر عليها المنطقة لا تفي بالغرض لانعدامها لمختلف المستلزمات البشرية منها، وحتى معدات الضرورية كالأدوية والأجهزة الضرورية، كما أضاف السكان أنهم غالبا ما يضطرهم للذهاب إلى مستشفى الولاية للاستفادة من العلاج، في ظروف يضطر فيها المريض المقاومة لتمكن من نقله إلى المستشفى، والتي سجلت في الكثير من الأحيان حالات وفاة، بسبب بعد المسافات وانعدام وسائل النقل الاستشفائية، وحتى النقل العمومي الذي هو آخر ما يشهد نقصا فادحا ما أدى إلى عزلة المنطقة عن باقي المناطق المجاورة، خاصة في الخط الرابط لبلدية بومدفع الذي تعد المكان الوحيد والقريب من سكان للإقتناء مستلزماتهم اليومية، من جهة أخرى يشتكي شباب المنطقة من معاناتهم اليومية جراء البطالة الخانقة بسبب نقص في ا لمشاريع التنموية وغياب المؤسسات الإنتاجية بالمنطقة، والتي يمكن من خلالها امتصاص جزء من اليد العاملة، في ظل غياب مرافق الرياضية والترفيهية التي بإمكانها سد فراغ الشباب، الأمر الذي أدى إلى تفشي الأمراض الاجتماعية وامتهانهم للسرقة وترويج المخدرات وتعاطيهم لها، وما ساعد في انتشارها غياب الإنارة العمومية بمختلف أحياء المنطقة، والتي ساهمت في تنمي هذه الآفات وبشكل ملفت للانتباه، وأمام هذه الوضعية التي تزداد تدهورا، ناشد سكان البلدية السلطات المحلية وحتى الولائية للتدخل العاجل وأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار من خلال استفادتهم من المشاريع التنموية، بما في ذلك السكنات الاجتماعية والمحلات التجارية للشباب العاطل عن العمل، هذا بالإضافة إلى إنشاء مرافق رياضية وترفيهية للترويح عنهم، وذلك من أجل إنعاش ورد الإعتبار للمنطقة.