تكتسي مسألة تثمين وردة الرمال التي تعتبر من بين الثروات الطبيعية التي تزخر بها ولاية ورقلة أهمية ''قصوى'' بالنظر إلى كونها واحدة من عوامل الجذب السياحي للمنطقة , حسبما أكدت عليه جمعيات فاعلة في هذا المجال . وبرأيهم فإن وردة الرمال ''لم تحظ بعد '' بالمكانة التي تستحقها من قبل الفاعلين كخصوصية سياحية تتميز بها ورقلة , لكونها ثروة طبيعية قادرة على أن تعطي قيمة مضافة للمميزات السياحية المحلية , علما بأنها تعتبر مصدر دخل معتبر خاصة لفائدة سكان المناطق الريفية. وفي هذا الصدد صرح رئيس الجمعية السياحية المحلية ''وردة الرمال الذهبية'' أن عملية استخراج وردة الرمال التي يعود تاريخ اكتشافها بالمنطقة إلى خمسينيات القرن الماضي بمنطقة غرس بوغوفالة (بلدية أنقوسة 35 كلم شمال غرب ورقلة) التي تضم أهم حقول وردة الرمال بالولاية, أصبحت في طور'' الإندثار'' بالنظر لتناقص عدد الحرفيين والعمال المؤهلين من سنة إلى أخرى. وأشار السيد حنيشات محمد إلى ''بقاء عدد قليل من الحرفين الأوفياء لتقاليد أسلافهم '', والذين لازالوا ينشطون بمختلف المناطق المنتشرة عبر إقليم بلدية أنقوسة , على غرار البور وغرس بوغوفالة والخبنة وأفران وعقلة لرباع, في مجال استخراج وردة الرمال . وتعرض للبيع بأثمان تعتبر ''زهيدة'' حيث تتراوح بين 120 دج إلى 200 دج للكيلوغرام الواحد, وذلك باستخدام وسائل بدائية وتقليدية مما يجل هذه الحرفة شاقة وبدون جدوى اقتصادية , إستنادا لذات المتحدث . وفي هذا الشأن, شدد رئيس الجمعية المذكورة على أهمية تقديم يد العون لهذه الفئة من الحرفيين في مجال الصناعة التقليدية , مع ضمان مراقبة وحماية المواقع المنجمية لاستخراج وردة الرمال لوضع حد للإستغلال العشوائي . وفي سياق آخر -أفاد السيد حنيشات- بأن تسويق وردة الرمال ذات الألوان المتعددة والمطابقة لون الرمال الصحراوية (بني فاتح أو أصفر رملي) والتي تستعمل غالبا للزينة بعد معالجتها, يعرف هو الآخر انحسارا '' محسوسا'' بسبب التراجع الكبير لتدفق السياح على المنطقة. يذكر أن وردة الرمال هي حجر صحراوي يشبه إلى حد كبير شكل الوردة النباتية بعد تشكله طبيعيا تحت سطح الأرض على عمق يتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار أو أكثر من خلال تفاعل المعادن,ويطلق عليها محليا إسم الحجرة . وباعتبار الأهمية التي تكتسيها محليا هذه الثروة الطبيعية , فقد أطلق على السوق التقليدي المحلي بورقلة تسمية سوق الحجر خلال سنوات سبعينيات القرن الماضي .
--- من أجل المحافظة على الحرف ذات الصلة بوردة الرمال ...
يشهد سوق الحجر الذي يتوسط مدينة ورقلة منذ أزيد من عشر سنوات غيابا شبه كلي لباعة وردة الرمال , حيث فقد جاذبيته بعد أن كان مقصدا ووجهة مفضلة للسياح سيما الأجانب. وفي إطار مخطط تنمية الصناعة التقليدية إلى آفاق 2020 الذي تبادر به الوزارة الوصية , تسعى الجمعية السياحية وردة الرمال الذهبية بالتنسيق مع الغرفة المحلية للصناعة التقليدية والحرف للمحافظة على التراث المحلي والصناعة التقليدية المهددة بالإندثار سيما منها الحرف ذات الصلة بوردة الرمال التي احتفلت بعيدها السنوى في الفترة الممتدة من 26 إلى غاية 28 من شهر أكتوبر المنصرم بمنطقة البور.
وكان هذا الإحتفال الذي أشرفت عليه ذات الجمعية بالتنسيق مع المركز الثقافي بالبور وبلدية أنقوسة وبمشاركة عديد الفاعلين فرصة لتبادل الرؤى ووجهات النظر بغية تطوير هذه الحرفة الفنية, فضلا عن المساهمة في الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية والقائمين على السياحة والصناعة التقليدية بالولاية للنهوض بالسياحة باعتبارها قطاع واعد وذلك ضمن إستراتيجية تنموية مستدامة, مثلما أشير إليه .