تعرف المجتمعات الراقية والمتحضرة بنظافة المحيط والبيئة والتي تعد من بين أهم العوامل التي تلعب دورا كبيرا في راحة الإنسان جسديا وعقليا ورغم أن النظافة مظهر من مظاهر الإسلام وشرط الإيمان عند المسلمين إلا أن النظافة باتت حكرا على المجتمعات الأوروبية دون غيرها في الوقت الذي تفرض فيه القمامات منطقها على الدول العربية المسلمة والتي غيبت في مفهومها مصطلح النظافة، فالمتجول بأنحاء ولاية وهران يقف على جملة من الظواهر السلبية التي اتسعت رقعتها بشكل كبير في مقدمتها ظاهرة التبول وقضاء الحاجة في الأماكن العامة وعلنا في ظل غياب وقلة المراحيض العمومية . حيث تشهد ظاهرة قضاء الحاجة في الهواء الطلق والأماكن العامة انتشارا ملحوظا من طرف بعض الأشخاص، فالمتجول في الشوارع أو الحديقة العمومية أو الطرق يقف على فضلات آدمية وروائح كريهة تخنق الأنفاس، شوّهت جمال المحيط وأصبحت تهدد البيئة والصحة معا، فالعديد من المواطنين استنكروا الظاهرة وأرجعوها إلى نقص المراحيض العمومية وغياب ثقافة النظافة البيئية عند بعض المواطنين هذا في الوقت الذي يكلف بعض الأشخاص أنفسهم التوجه إلى المراحيض العمومية عند ذهابهم إلى العمل أو السفر رغم امتلاكهم سيارات، بل يفضلون التبول في قارورات ورميها في الطرقات، دون تكليف أنفسهم ورميها في الشارع، غير مبالين بالآخرين وهي بطبيعة الحال سلوكيات تحط من قيمة الإنسان ، ففي الموضوع، عبّر المواطن عن استيائه لمثل هذه التصرفات التي وصفها باللاأخلاقية ولا تمت بصلة للدين الإسلامي الذي دعانا إلى النظافة وربطها بالإيمان ولا بالعقل البشري، ودعا الجميع إلى المحافظة على المحيط ، لأنه ليس ملكية فردية، بل للجميع ولذلك يتوجب المحافظة عليه، حيث أرجع العديد من الأشخاص الذين إلتقيناهم أن سبب ظاهرة قضاء الحاجة في الطرقات انتشرت بسبب نقص المراحيض العمومية أو انعدامها في بعض الأماكن العامة كمحطة القطار والحافلات أو الشواطئ أو الحدائق، فالعديد من المرضى لا يجدون مكانا لقضاء حاجاتهم كالمصابين بداء السكري والأطفال والمتسولين، فتجبرهم حالتهم المرضية إلى جعل الشارع والجسور والطرقات كأماكن لقضاء حاجاتهم في ظل غياب المراحيض العمومية.