لم تمنع الطالبة حجاجي أسماء بكلية التكنولوجيا بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس الإمكانيات البسيطة لتحقيق حلم ظل يراودها عدة سنوات وهو دخول عالم التحويل والإنتاج والذي نجحت من خلاله في إنتاج الفطر المحاري الذي كان لها أول تجربة في مجال الزراعة ، واستطاعت أن تفتك بهذا المشروع الجائزة الذهبية في المسابقة التي تخللت الجامعة الخريفية للموسم الجامعي *2017-2018* ، بحيث جسدت الطالبة أسماء مشروعها في المنزل باستعمال وسائل جد بسيطة أثمرت عن إنتاج 10 كيلوغرام من الفطر المحاري وذلك بالاعتماد على تفل القهوة الذي ساعدها على إنتاج الفطر ذو نوعية جيدة ، خاصة وأن التفل يحتوي على السيليلوز،النيتروجين،السكريات والمواد المغذية الأخرى التي يمكن أن يستفاد منها في زراعة الفطر،فالفكرة تقوم حسب أسماء على مزج تفل القهوة بالتبن ثم وضعها في أكياس و تخزينها في ظروف مشابهة لما يوجد تحت الأرض لمدة شهر كأقصى تقدير. *من تخصص بيولوجيا إلى الزراعة وقد مكن الطالبة أسماء حجاجي تخصصها في البيولوجيا من ولوج عالم الفلاحة والزراعة وتحقيق القيمة المضافة للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية خاصة وأن الطالبة نجحت في مجال نادر باعتبار أن هذه المادة الغنية بالفيتامينات والهامة لجسم الإنسان كانت تستورد من الخارج بأثمان جد باهضة وليس من ثقافة الجزائريين استهلاك هذا النوع من الخضروات نظرا لعدم درايتهم بأهمية هذه المادة الاستهلاكية وما تعود به من فوائد على جسم الإنسان،وهو ما تحاول أسماء تجسيده على أرض الواقع وتحاول جاهدة إدخال مادة الفطر ضمن الثقافة الاستهلاكية للمجتمع الجزائري. وكانت الفكرة حسب الطالبة هو مشاركتها في الجامعة الخريفية للموسم الفارط التي انتظمت بالتنسيق مع دار المقاولاتية تحت إشراف الأستاذ -زيدان جلول- ،حين بدأت أسماء في البحث عن مشروع جديد ونادر من أجل المشاركة في المسابقة التي انتظمت بالمناسبة وقامت باقتراح المشروع الذي أعجب لجنة التحكيم ودخلت بعدها أسماء مرحلة التجسيد التي دامت 5 أشهر بحيث انطلقت الطالبة في زراعة الفطر أو كما أسمته ب-اللحم النباتي- شهر جانفي من هذه السنة وبعد شهر قامت بجني محصولها وقدمته للجنة التحكيم واستطاعت من خلاله افتكاك الجائزة الذهبية. *نجاح تجربة إنتاج بذور الفطر في المنزل وقبل أن تجسد الطالبة أسماء حاجي مشروعها الفريد و ضعت خطة علمية لتنفيذه بحكم تخصصها في البيولوجيا , و دعمت كل ذلك بالاستفادة من خبرة أحد زملائها في تخصص البيولوجيا بولاية برج بوعريريج في هذا النوع من الزراعة بصفته مختصا عارفا بمجال زراعة الفطر. و الذي أمدّها بتقنيات اعتمدت عليها و حفّزتها في هذا الشأن. التجربة دفعتها إلى التعمق أكثر في المجال والبحث عن المادة الأولية في المخبر بتقنيات بيولوجية،لذلك قامت الطالبة أسماء بالقيام بتجربة أخرى خاصة بإنتاج –الميسليوم- وهي بذور الفطر وذلك بعدما وجدت نقصا كبيرا في هذه المادة في السوق الجزائرية وذلك بعدما تم وقف استيراد هذه البذور من الخارج. وكم كانت فرحتها عارمة حينما رأت محصولها الأول من مادة الفطر الذي زرعته بيديها في المنزل وقامت بإنتاج بذوره بنفسها وبإمكانيات جد بسيطة داعية الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بهذه الزراعة من خلال تأمين الامكانيات وتسويق المنتج وتعريف الناس بها لكونها من المشاريع ذات الدورات الإنتاجية القصيرة التي توفر الدخل بأقل كلفة وخلال فترة وجيزة وهو يحتاج كثيرا للرطوبة ودرجة حرارة معتدلة لا تتجاوز ال 25 درجة مئوية. *فتح شركة لإنتاج الفطر بسيدي بلعباس و تسعى أسماء إلى تطوير هذه الزراعة و العمل على إنتاج كميات أكبر من الفطر ذي الأهمية البالغة كونه غني بالفيتاميات كالمغنزيوم،البوتاسيوم،البروتين وهو مكمل غذائي،لذلك تسعى أسماء إلى تطوير المشروع الذي تحاول توسيعه قدر المستطاع و ينتظر أن تفتح إحدى الشركات الخاصة المعروفة باسم –شيبا سانجي- الكائن مقرها بولاية برج بوعريريج فرعا لها بولاية سيدي بلعباس ينتظر أن تديره الطالبة أسماء،وفي حال تجسدت هذه الفكرة ستحاول أسماء قدر المستطاع إيصال ثقافة أهمية الفطر لصحة الإنسان وذلك من خلال خلق سوق للشركة يضم كل أنواع الفطريات مع التفكير في إنشاء مطعم ليتسنى للمستهلكين تذوق مختلف الأطباق التي يدخل فيها الفطر كمادة أساسية أو ثانوية وبهذه الطريقة يتم تسويق الفطر بالشكل الأمثل. *مشاريع جسدتها أسماء حجاجي وأخرى في طور التحقيق أكدت أسماء حجاجي أنها منذ الصغر تهوى المقاولاتية وتحب الانتاج في كل المجالات لذلك اختارت تخصص البيولوجيا الذي وصلت من خلاله إلى مستوى ماستر 2 حتى تتمكن من تحقيق أحلامها،واستطاعت أن تنتج مجموعة من مواد التجميل على مستوى مخبر –سابلاب- التابع لكلية التكنولوجيا بجامعة الجيلالي اليابس ببلعباس على غرار الصابون،الشامبو وماسكات للوجه من خلال الاعتماد على تفل القهوة دائما الذي اعتبرت أنه كنز كبير و يمكن من خلاله إنتاج العديد من المواد لغناه بمختلف الفيتامينات وذلك بالتعامل بمقاييس علمية محضة تم التقيّد بها بصفتها مختصة في المجال.وقد أكدت الطالبة أسماء أنها نجحت في تسويق هذه المواد التي لاقت رواجا كبيرا في السوق. وهي اليوم بصدد دخول عالم تربية المائيات والذي سيكون مشروع كبير حسبها وستحاول أن توظف كل خبرتها في هذا المجال من أجل إنجاحه وتطويره.