إنه الانبعاث ..النهضة ..الثورة ..إنه تجديد الدم الجزائري ..و كأننا نخرج الآن من دائرة الديمقراطية المفرطة ( الخرافة ) و من قبضة الأصولية الدينية ( السلطة المنبطحة ) . نحن شعب ننشر عبر (سلميتنا) بذور عادات و تقاليد جديدة لممارسة سياسية ناضجة رغم الحضن المرتجف أمام هذا ( الهول ) الثورة ، أجل مرتجف لأننا شعب درب على يدي أحزاب واهنة و تحت قيادة شخصيات سياسية توزع الخرافة و مسؤولين رؤوسهم فارغة إلا من رحم ربي ... الآن نحن جماعة أهلية واحدة قد التحقنا بالفضاء العام و استرجعناه و حولناه إلى منبر جاد و حقيقي و قلدنا أنفسنا الفخامة .الآن نعم الآن، استطاع فخامتنا مبايعة الجيش ليحرس ثورتنا حتى لا تضيع وخوفا عليها من الانتهازيين ( الجراثيم ) التي تمرنت على التلون و تدربت على كل خطط ركوب الموج و تمرير فيروساتها عبر الأمكنة و الأجساد و الأجيال ، و رغم ذلك تبقى أبواب الوضوء و التوبة مفتوحة للمغرر بهم و الذين فقدوا وجدان الوطن و الإنسان .أجل باب التوبة مفتوح لأن لا أحد يمتلك هذه الثورة و لا سيد على الشعب و لا مكان للأحزاب و المتمرسين في السياسة و الخداع والنفاق و الأنانية فالأحزاب ستكفر الناس مرات و التوجهات و المعتقدات ستدمر الفكرة ، فالاتحاد والوحدة هما الخلطة السحرية لإزالة الحاكم و الحكام و النظام و الأفكار و التشريعات السابقة . الأغواط تصدح بنفس النشيد الحالم و المتفاءل لأن في عروق أهلها يسري دم الشهداء و روح الأخيار، فالمثقفون من سيدي بوزيد شمالا إلى بوزبير جنوبا يقودون ثورتهم على نفس واحد . يا أهل علم الإنسان أينما كنتم تأملوا ثورتنا و استقروا تفاصيلها و اشهدي يا سما و أكتبن يا وجود.