- الانقطاعات و تذبذب التوزيع يشجع تجارة الماء - تحصيل أزيد من 1 مليون سنتيم في اليوم لكل صهريج - آبار بوعمامة تمون أكثر من 100 صهريج في اليوم يوزع الماء بكافة بلديات وهران استفحلت بكامل أحياء ولاية وهران تجارة الماء الحلو في ظل تدبدب التوزيع و الانقطاعات المتكررة التي تشهدها غالبية مواقع الولاية ما أدى إلى خلق فرص للاستثمار الخاص و ترويج تجارة الماء عبر الصهاريج المتنقلة لتغطية كامل احتياجات سكان المناطق التي شحت حنفياتها، ليكسب تاجر الماء ما يتجاوز 1 مليون سنتيم في اليوم الواحد «خارج أيام الأزمة»، علما أن 90 بالمائة من المواطنين يعتمدون على مياه الصهاريج أو ما يسموه ب«الماء حلو» لإرواء عطشهم نظرا لعدم استساغة مياه الحنفيات. و رغم جهل المستهلك لمصادر تلك المياه و مخاوفه من التسممات و الأمراض المتنقلة عن طريقها إلا أنه لا بديل أمامه خاصة بالنسبة للعائلات محدودة الدخل و ذات العدد الكبير من الأفراد التي لا تستطيع اقتناء قارورات المياه المعدنية باستمرار. و سبق و أن دقت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ناقوس الخطر المحيط بالصحة العمومية جراء نقل و بيع مياه الشرب في صهاريج غير نظيفة و أخرى مخصصة لنقل مواد كيميائية خطيرة و صهاريج مكشوفة معرضة لأشعة الشمس خاصة تلك المصنوعة من البلاستيك فضلا على أن المواطن يشتري السم دون معرفة مصدر و نوعية المياه التي لا تخضع للمراقبة. تساؤلات المواطنين و العدد المتزايد من صهاريج المياه التي انتشرت بشكل ملفت هذه الصائفة في ظل الأزمة الأخيرة التي عرفتها الولاية خلال شهر جويلية المنصرم و التي سجل فيها أكثر من 24 حالة تسمم تبث أنها نتيجة شرب مياه الصهاريج كل هذا دفعنا إلى التقرب من أصحاب بعض الآبار بمنطقة بوعمامة التي تعتبر الممون الأول و يكاد يكون الوحيد ل«الما حلو» و الذي تقصده يوميا مئات الصهاريج لتموين مختلف دوائر و بلديات الولاية علما أن منطقة بوعمامة تحتوي على عدد يفوق ال200 بئر –حسب بعض السكان منها حوالي 6 آبار فقط مرخصة موزعة على منطقتي الحاسي و كوكا تمون السكان عبر الصهاريج و تمون أيضا المصانع و مؤسسات تصنيع المشروبات، في حين ينشط أصحاب باقي الآبار خاصة منها المتواجدة داخل المساكن بكل من حي بن عربة و أعالي دوار التيارتية و كوكا دون ترخيص و لا مراقبة حتى أن معظمها غير مصرح بها يقصدها تجار الماء في وقت اشتداد الأزمة لاسيما في الأيام التي سجلت عطب في قناة الماو و اغتنمت فيها فرصة الربح علما أن ثمن ملء صهريج واحد من الماء أي ما يعادل 1000 لتر يتراوح بين 200 و 300 دينار -حسب صاحب إحدى الآبار، و يتم إعادة بيع تلك الكمية ب2000 حتى 3000 دينار دفعة واحدة، و متفرقة بسعر 20 و 50 دينار لكل 5 و 10 لتر. و بعد جولتنا بمزرعة عبد الهادي التي كانت قبل 10 سنوات ممونا رئيسيا للماء الحلو و التي عزف عنها أصحاب الصهاريج بعد إشاعات تلوث المياه و فتح عشرات الآبار بمنطقة كوكا اتجهنا إلى هذه الأخيرة حيث تتواجد البئر الأكثر إقبالا بمحاذاة طريق الطنف العلوي، يقبل عليها غالبية أصحاب الصهاريج المتنقلة التي تجوب مختلف الأحياء شرق و غرب و جنوب الولاية و وجدنا عدد كبير من الصهاريج تنتظر دورها منهم صهاريج توزع على مستوى أحياء عين الترك و العقيد و منها تجوب أحياء بلدية آرزيو و باقي البلديات الشرقية، و تمون البئر أكثر من 100 صهريج في اليوم في فصل الصيف اذ يتزود الصهريج الواحد بأكثر 5 آلاف لتر في اليوم. و أكد صاحب البئر أنه ينشط بترخيص من البلدية و يقدم لزبائنه من أصحاب الصهاريج بطاقات المتابعة يتم المصادقة عليها من طرف صاحب البئر كل شهر، و علمنا من قبل بعض تجار الماء أنهم لم يخضعوا لأي عملية إحصاء أو مراقبة و أنهم ينشطون في الميدان منذ عدة سنوات بدون رخص، و علمنا أيضا أن الأغلبية لا يقومون بتنظيف صهاريجهم أو إضافة الكلور للتنظيف بحجة أن الصهريج مصنوع من معدن مضاد و أن كميات المياه تتجدد يوميا.