الشعارات الكبيرة والعناوين المثيرة والخطابات الطويلة والمنمقة والبرامج الانتخابية والوعود والعهود غالبا ما تكون كاذبة وخادعة للوصول إلى السلطة والتحكم في البلاد و رقاب العباد وفرض السيطرة والاستبداد لقد رفع نظام الرئيس السابق المستقيل شعار دولة القانون والحكم الراشد والحوكمة و الشفافية ومحاربة الفساد وبعد عشرين سنة اكتشف الشعب أن القانون كان غائبا ومغيبا في مؤسسات الدولة ولا يطبق إلا على الضعفاء وان رئيس الجمهورية نفسه كان القدوة والمثل السيئ في الدوس على الدستور والقانون منذ بداية حكمه باستعمال اللغة الأجنبية في خطاباته وخرقه للدستور بفتح العهدات ليبقى في الحكم والتشريع بأوامر رغم وجود البرلمان وفي عهده زورت الانتخابات على نطاق واسع وصار البرلمان مأوى للفاسدين الذين تطاردهم العدالة حاليا وقد أقصى كل معارض له ولو كان نزيها مخلصا وصاحب كفاءة وقرب كل انتهازي فاسد وأحاط نفسه بأصحاب المطامع والمصالح واصدر قانون مكافحة الفساد سنة 2006 فحول جرائم الاختلاس وتبديد المال والإثراء غير الشرعي والرشوة إلى جنح مما شجع على انتشار الفساد بشكل غير مسبوق أفقيا وعموديا من رئاسة الجمهورية إلى البلدية ولا عجب أن نجد اليوم العديد من الوزراء والولاة والمديرين في السجن أو متابعين قضائيا ومنهم الوزير الأول احمد اويحيى الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي سابقا ورفيقه الوزير الأول عبد المالك سلال ومعهما الوزير جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني سابقا ومجموعة من رجال المال الفاسد والأعمال والقائمة طويلة ومرشحة للزيادة . وقد أطلقت أيديهم في ظل دولة القانون لنهب المال العام والعقار وتهريب العملة الصعبة والقروض الكبيرة والمشاريع والصفقات العمومية والرشوة والغش والتهرب الضريبي ولم يكن القانون بالنسبة إليهم شيئا يذكر فقد عشنا في دولة اللا قانون على مستوى الممارسة والتطبيق . فالشعارات غالبا ما تكون للتلهية والتعمية والتغطية على الانحرافات والأخطاء والتعسف وممارسة الدعاية الكاذبة وليس للتطبيق فعندنا شعار الثورة من الشعب وإلى الشعب الذي ساد منذ ثورة نوفمبر الشعبية لكن جماعة قليلة هي التي استفادت منه وحولته لصالحها للسيطرة على السلطة والثروة وعندنا شعار الثورة الزراعية والأرض لمن يخدمها وكيف تحولت الأراضي الخصبة إلى اسمنت وبور ,والرجل المناسب في المكان المناسب الذي بفضله همش كل مناسب وقرب كل خائب وشعار الكفاءة والنزاهة والالتزام الذي فتح الباب لكل كاذب مخادع مراوغ لا يعمل ولا يحب العاملين وشعار التعريب الى الذي خلق صراعا بين المعربين والمفرنسين وادى الى ضعف الثقافة والتربية والتعليم واخشى ان يؤدي شعار استعمال الانجليزية المرفوع هذه الايام الى كارثة جديدة لأن كثرة الكلام تفسد ولا تصلح .