أتذكّرُ ..كنّا في الحيِّ صغاراً نلعبُ معركة الأمّ مع الذّئب وكنّا جهتين فقط لا أكثر الذئبُ كأنَّ جميعَ ذئاب الأرض تعاضدهُ والأمُّ ونحنُ نلوذ بقامتها الذّئب المتوحّشُ يُرعبنا وهو يُزمجرْ (أنا الذّيب ..آكلكم ) فتجيب الأم : ( أنا الأمّ..واحميكم) يغشانا الأمن فنفرحُ ونكركرْ حتّى تنفضَّ اللّعبة نشمتُ من ذلِّ الذّئبِ ونسخرْ مرَّ زمانٌ ... ما عدنا نتذّكرُ تلك اللّعبةَ حتّى جاء زمانٌ آخَرُ ..ذئبٌ كونيّ ٌ آخَر ليُشيعَ الخوف..الجوعَ..الحمّى ذئبٌ من جشعٍ ..من طمعٍ ذئبٌ من كذبٍ ..من نهبٍ وجرائمَ لا تُذكر هو ذاتُ الذّئب المتوحّش ِ وبذات ِالسّاحةِ لكنْ لا أمَّ اليومَ لنا تحمينا قد رحلت تلك الأمُّ وظلَّ الذّئب يمزّقُ فينا !