كشفت التحقيقات الميدانية لمصالح النشاط الاجتماعي عن وجود شبكات منظمة تحترف التسول باستغلال الأطفال تنشط على مستوى شوارع وسط المدينة على غرار ساحة خنق النطاح «قرقينطة» و شارعي خميستي و العربي بن مهيدي و غيرها من المواقع. هذه الفئات يتم إجلاءها في كل مرة إلى مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة في إطار الخرجات الميدانية المبرمجة بمعدل 3 مرات في الأسبوع و التي يتم خلالها جمع المتوسولين و المتسولين بالأطفال و نقلهم إلى مركز الاستقبال بذات المصلحة و إحالة الحالات الجديدة للتحقيق الاجتماعي ليتم التكفل بهم بعد التأكد من حالتهم المادية و الاجتماعية مع تنظيم زيارات ميدانية لمقرات سكنهم و التحقق من الوضع و المقارنة بين تصريحاتهم و الواقع و من بين أزيد من 200 متسول تم ضبط شبكتين 20 بالمائة من أعضائها قادمين من الولايات المجاورة و الباقي من ولاية وهران ينشطون في عمليات منظمة وفق خططات مدروسة يستغلون الأطفال الذين يقولون أنهم أبناءهم و في الواقع كشفت المصلحة عن وجود عدد كبير من المتسولين يقومون باستئجار الأطفال لإثارة شفقة الناس و جمع أكبر قدر من المال. و تتوزع هذه الفئة على نقاط متفرقة حسب التوقيت و المواقع التي تكثر فيها الحركة مثل المقاهي و المؤسسات العمومية و البلديات و المطاعم و المساجد، حسب السيد أحمد بن محمود رئيس مصلحة سامو سوسيال الذي أكد أيضا أن من سمة هؤلاء المتسولين ضمن الشبكات المنظمة عدم الثبات في مكان واحد و العمل في أماكن يتم تحديدها و اختيارها مسبقا، كما أن هروبهم فور رؤية أفراد المصلحة يصعب من مهمة جمعهم. و تضع مصالح النشاط الاجتماعي على مستوى مصلحة سامو سوسيال قائمة سوداء لمعتادي و محترفي التسول، الذين يتم تحويلهم مباشرة بعد جمعهم من الشوارع و التحقيق الاجتماعي إلى مصالح الأمن الحضري أين يتخذ في حقهم الإجراءات القانونية و أغلبهم يوجهون إلى العدالة و تتفاوت الأحكام الصادرة في حق الحالات المودعة بين الغرامة و الحبس النافذ و غير النافذ -يضيف نفس المصدر نالا أن الكثير منهم لا يحضرون الجلسات و تتخذ في حقهم أحكام غيابية و منهم من يتم الإفراج عنهم مراعاة للجانب الاجتماعي على ألا يعودوا للتسول مرة أخرى خاصة كبار السن و الذين يعانون فعلا ظروف اجتماعية صعبة و منهم من يرفض المساعدة و الإعانات التي تقدمها مصلحة «سموسويال» و يفضلون البقاء في الشارع و التسول. و تكفلت المصلحة ب47 عائلة من بين 220 عائلة كانت تحترف التسول و بعد التحسيس و التحقيق الاجتماعي تبين حاجتها للإعانة و تتلقى شهريا مساعدات مادية تغطي احتياجاتهم اليومية و تكف أيديهم عن التسول.