تحتفل الجزائر هذا العام بمرور 59 سنة على استقلالها وهو الحدث المهم والأكبر والتاريخي ،و بالرغم من كل ما تحقق من تقدم وتنمية و تطور في البلاد وعلى كل الأصعدة خلال قرابة الستة عقود من الزمن ، فإنه لا تزال الجزائر العميقة تئن وتعاني بين براثن الحرمان والإقصاء والنسيان و فئة من الجزائريين تنتظر فيها بزوغ فجر جديد حيث أننا في العام 2021 نجد مناطق نائية ومعزولة في حاجة إلى مرافق ووسائل قاعدية حيث لا ماء فيها ولا كهرباء و لا غاز ولا طرق معبدة في غياب الكثير من الضروريات للحياة اليومية و تلك مناطق اصطلح على تسميتها مناطق ظل لعدم وصول شمس التنمية إليها و هي مع الأسف كثيرة تنتشر هنا وهناك عبر ولايات الوطن يحاصرها الإهمال و يتطلع قاطنوها إلى حلول يوم الفرج و هو وضع مع كل الأسف يكشف خبايا سياسة تنمية سابقة تعمدت إقصاء تلك المناطق وتهميش سكانها في ظل فساد مالي واقتصادي و سوء تسيير التهم موارد الدولة واستنزف المال العام نو حرم مناطق الظل من مشاريع التنمية ،و الأدهى والأمر في كل هذا أن تنتشر مناطق الظل و تتكاثر بجوار مدن كبرى مهمة اقتصاديا وسياسيا ،ناهيك عن مناطق محرومة أخرى تعد بالعشرات عبر الولايات الأخرى لا تزال تعيش داخل دائرة الحرمان و نقص الخدمات الأساسية معلقة كل آمالها على يوم ما ستطأ مشاريع التنمية ترابها و إن كانت الجزائر بلا منازع تعد البلد القارة الذي يتنوع مناخه وثرواته الاقتصادية ،فإننا نحس بالأسف وخيبة الأمل الكبرى ونحن نرى على الطبيعة قرى ومدن صغيرة تمر كوابل الكهرباء و أنابيب الغاز وقنوات الماء و يحرم سكانها مع هذا من تلك الخدمات و هو فعلا أمر واقع نسمع عنه هنا وهناك ليكون رد السلطات المحلية هو عدم برمجة مشاريع توصيل بتلك المواد ،أو عدم توفر الغلاف المالي لمثل تلك الخطط التنموية و أمام وضع مزري كهذا يستبشر سكان مناطق الظل خيرا بقرارات رئيس الجمهورية في الاهتمام الاكبر بانجار المشاريع التموية بهذه المناطلق و تحسين المستوى المعيشي وهو هي القرارات والتعهدات التي شرع في تجسيدها ولا تزال متواصلة .