يواجه مرضى السرطان معاناة كبيرة، مريرة مع الداء، خاصة من أجل الظفر بموعد لإجراء العلاج الإشعاعي، فقد يفارق المريض الحياة دون إجراء هذه الحصة العلاجية «الجلسة» التي تعد ضرورية لاستكمال مراحل العلاج من الداء. العلاج بالأشعة أو بما يسمى «راديو تيرابي» يعد من المراحل الأساسية، لاستئصال الداء ومكمل لمرحلة العلاج الكيمياوي، لكن ما يعانيه مرضى السرطان اليوم، يكمن أساسا في طول مدة الانتظار التي قد تتجاوز في بعض الأحيان 3 أشهر، فالمريض قد يغادر الحياة دون الحصول على هذا النوع من العلاج. العديد من مرضى السرطان الذين التقينا بهم أكد أغلبهم أن المعاناة الحقيقية، تكمن أساسا في طول مدة الحصول على العلاج الإشعاعي، فالمريض «ب. س» القادم من ولاية تيارت، أكد أنه قد أودع منذ شهرين تقريبا ملف خاص للحصول على حصة «راديو تيرابي» بالمؤسسة الاستشفائية لعلاج السرطان «الأمير عبد القادر» بالحاسي، لكن لحد الساعة لا زال ينتظر الرد، ونفس التصريحات أدلت بها سيدة تعاني من ورم في الرأس بقولها :« أنا انتظر حصة العلاج «راديو تيرابي» منذ شهور، بعدما استكملت حصة العلاج الكيمياوي. أغلبية المرضى سواء الذين صادفناهم بالمؤسسة الاستشفائية الأمير عبد القادر بالحاسي، أو الذين اتصلوا بنا، من مرضى وعائلاتهم، فالجميع يتفق على طول مدة الانتظار في الحصول على حصة العلاج «راديو تيرابي». ومن جانب آخر أكد المختصون أن حصول مريض بالسرطان على حصة العلاج الإشعاعي «راديو تيرابي»، تعد من أهم خطوات العلاج، فبعد حصص المبرمجة للعلاج الكيمياوي، تأتي مباشرة جلسات «العلاج الإشعاعي» وطول مدة الانتظار دون الحصول على هذا النوع من العلاج، قد يؤثر بالسلب على صحة المريض .. حملنا هذه الانشغالات إلى إدارة مستشفى علاج الأورام «الأمير عبدالقادر» بالحاسي، لمعرفة ردها بخصوص هذا المشكل، الذي زاد من تأزم الوضعية الصحية للمريض، حيث لم يخف مدير المؤسسة وجود هذا المشكل العويص، بقوله إن المسرع الواحد بالمستشفى لا يمكنه تغطية جميع طلبات مرضى السرطان، وقد قامت إدارة المؤسسة بإعداد تقرير لتدعيم المؤسسة بمسرع الخاص لإجراء حصص «راديو تيرابي» ولحد الآن لا زالت المؤسسة تنتظر هذا الجهاز بفارغ الصبر، إلا أنها لا زالت تعلق آمالا، للحصول على مسرع ثاني، من شانه تخفيف الضغط والتوافد الكبير للمرضى على المؤسسة ليس من وهران فقط وإنما من الولايات المجاورة . وبين وعود المسؤولين والوجع القاتل للمرضى، يبقى المصابون بهذا الداء الخطير، ينتظرون الفرج علّ وعسى يمكنهم الانتصار على هذا المرض الخبث، فإلى متى هذه المعاناة ؟ ومتى يحل نهائيا لتنتهي بذلك آهات وأنين المرضى الذين تأثروا بهذا المشكل، الذي يزال عالقا منذ سنوات، بسبب الضغط الكبير الذي يشهده المستشفى .