أكد القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية, عبد الرحمان حمزاوي, أن هذه المنظمة تعد مدرسة "أصيلة" لتعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ سلوك المواطنة وتنمية قدرات الشباب وتشجيع التطوع والتكافل الاجتماعي. وأوضح ذات المسؤول في حديث لوأج عشية احياء اليوم الوطني للكشافة الذي يتزامن مع ذكرى استشهاد مؤسس ورائد الحركة الكشفية بالجزائر الشهيد الرمز محمد بوراس يوم 27 ماي, أن المنظمة تعد مدرسة "أصيلة" لتعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ سلوك المواطنة وتنمية قدرات الشباب وتشجيع التطوع والتكافل الاجتماعي. وبهذه المناسبة, ذكر ذات المتحدث أن الكشافة الاسلامية الجزائرية أسسها الشهيد محمد بوراس بعد اعتماد أول فوج كشفي (الفلاح) سنة 1936 لتلعب دورها في تربية النشء على القيم والمبادئ الوطنية وترسيخ روح المواطنة والتدريب على الانضباط والتضامن. وذكر أن الكشافة تعد "منظمة وطنية تربوية انسانية اجتماعية شبانية تطوعية" تهدف الى "المساهمة في تنمية قدرات الأطفال والفتية والشباب روحيا وفكريا واجتماعيا ليكونوا مواطنين مسؤولين في وطنهم وصالحين لمجتمعهم". وبخصوص دورها إبان الثورة التحريرية, أكد أن المنظمة "ساهمت بشكل فعال في التوعية واعداد رواد الحركة الوطنية وزودتها بجيل من الشباب أبناء الجزائر متشبعين بالقيم والمبادئ الوطنية التي حاول المستعمر الفرنسي طمسها". وأضاف السيد حمزاوي أن "هؤلاء الشباب المتشبعين بالروح الوطنية العالية والانضباط بفضل التدريب والتكوين الذي تلقوه والخبرة التي اكتسبوها في المدرسة الكشفية, كانوا وقودا للثورة التحريرية وساهموا بشكل فعال في انجاح الجانب التنظيمي والاداري للثورة", معتبرا أن الحركة الكشفية "مدرسة لها رصيد تاريخي كبير ينبغي تثمينه والحفاظ عليه". وفي نفس السياق, أكد أن "عددا كبيرا من أبطال الثورة التحريرية مروا بالكشافة أمثال الشهداء العربي بن مهيدي, زيغود يوسف وديدوش مراد", مذكرا بمظاهرات 8 ماي 1945 التي شهدت "مشاركة عدد كبير من أعضاء الكشافة وكان أول شهيد فيها سعال بوزيد الذي سقط في ساحة الشرف حاملا الراية الوطنية". وأكد السيد حمزاوي أن الحفاظ على الذاكرة الكشفية يعد من بين "أولويات" برامج المنظمة قصد "توعية الأجيال بمختلف مراحل تطور هذه المنظمة والحث على دورها في ترسيخ القيم والمبادئ والروح الوطنية وسلوك المواطنة", مبرزا "أهمية تشجيع البحوث والدراسات حول العمل الكشفي عبر مختلف مراحله". ومن هذا المنظور, شدد القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية على "أهمية دور الكشافة في الحفاظ على مكاسب الاستقلال والانجازات المحققة في مختلف مناحي الحياة من خلال نشاطاتها في التوعية والتحسيس وبرامجها حول ترسيخ المبادئ الوطنية لدى الشباب, علاوة على تشجيع الشباب على التكيف مع متطلبات العصر في مجال العصرنة والتكنولوجيا الحديثة". وأشار من جهة أخرى الى أن الكشافة الاسلامية الجزائرية "منتشرة عبر ربوع الوطن بتعداد أزيد من 120 ألف منخرط في صفوفها ضمن ما يفوق 1.500 فوج كشفي", مؤكدا طموح المنظمة الى "بلوغ 250 ألف منخرط في سنة 2023 من بينهم براعم, أشبال, جوالة, مرشدات وقادة". وأبرز السيد حمزاوي أن الكشافة "سطرت استراتيجية تحدد رؤية المنظمة وأولوياتها وأهدافها الرامية الى تطوير الطرق التربوية والبرامج والمناهج الكشفية لتواكب تطورات العصر واحتياجات المجتمع, بالإضافة الى الارتقاء بمشاريع الشراكة مع مختلف القطاعات والهيئات". ومن هذا المنظور, ركز ذات المتحدث على "الأولويات المرتبطة بمبدأ تمكين الشباب من المساهمة في مواقع اتخاذ القرار في هياكلها واتاحة لهم الفرصة لتولي مسؤوليات وطنية أو ولائية داخل المنظمة", مبرزا "أهمية اشراك الشباب في مختلف مناحي الحياة". كما ذكر بدور الكشافة في مجال العمل الانساني والتضامني والتطوعي من خلال "تقديم المساعدات والاعانات التضامنية والقيام بالعمليات التحسيسية والوقائية في مختلف الظروف والكوارث الطبيعية". وفي هذا المجال, أشار الى الدور الذي قامت به المنظمة الكشفية طيلة الأزمة الصحية "كوفيد-19" من خلال "القيام ب40 ألف عملية تحسيسية وقائية وتضامنية, بمشاركة حوالي 60 ألف متطوع متدخل في هذه العمليات, فضلا عن توزيع أزيد من 400 ألف طرد غذائي على العائلات, الى جانب توزيع بعض الوسائل الوقائية على غرار الكمامات". وفيما يتعلق بمكانة الكشافة ضمن الحركة الجمعوية, أكد أن المنظمة تعتبر "مدرسة وطنية تربوية عريقة ضمن الحركة الجمعية وبوابة للمجتمع المدني من خلال تكوينها لإطارات شابة, علاوة على مساهمتها بصفة فعالة في تنسيق الجهود بين الجمعيات والمنظمات لتحقيق الأهداف المسطرة, خاصة تلك المرتبطة بالمجالات الكشفية". وبخصوص تكريس رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ليوم 27 ماي (تاريخ إعدام الشهيد محمد بوراس) يوما وطنيا للكشافة الإسلامية, أكد السيد حمزاوي أن الكشافة "تقدر عاليا" هذا التكريس الذي يعد "تعزيزا لمكانة الكشافة الاسلامية وتقديرا لمدرسة الشهيد محمد بوراس الرامية الى اعداد وتربية النشء وتشجيعا لمسيرة المنظمة الكشفية".