تبدي العديد من النساء والفتيات في وقتنا الحالي اهتماما متزايدا بالجمال و الموضة إلى ابعد الحدود حتى تحول الأمر إلى ما يشبه الهوس فلا تهم الطريقة أو الوسائل بل المهم هو أن تحظى كل واحدة منهن بمظهر يشبه نجمات السينما والتلفزيون.. ومن أهم الوسائل المستخدمة في ذلك هي مواد التجميل أو الماكياج بمختلف أنواعه وأصنافه من أقلام شفاه وظلال العيون والماسكارا والفوندتان إضافة إلى كريمات الترطيب وكريمات الوقاية من الشمس... وغيرها من المواد والمستحضرات التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف هؤلاء وبغض النظر نوعية هذه المستحضرات و مصدرها تقبل اغلب النساء على اقتناء هذه السلعة من أماكن شتى غير مبالين بشيء سوى البحث عن الألوان الدارجة في آخر صيحات الموضة هذا المر يعد أهم سبب شجع على انتشار كبير لكم هائل من مواد التجميل المقلدة أو الغير أصلية وحتى المغشوشة في السوق الموازية فما دام الطلب موجود لن يتوانى تجار هذا السوق في تقديم العرض المناسب التقليد يغزو الأسواق هذا و لنتقرب أكثر من الأمر توجهنا إلى عدد من أسواق الباهية في جولة استطلاعية بدءا بسوق المدينةالجديدة الشعبي و أول ما تطأ قدميك هذا السوق تواجهك طاولات مكدسة بهذه السلع من مواد التجميل والتنظيف والترطيب..و قد تفنن أصحاب هذه الطاولات في طريقة عرض سلعهم بشكل يلفت انتباه المارة ويجلبهم اقتربنا أكثر من هذه الطاولات لمعاينة هذه السلع عن قرب والتعرف على مصدرها إضافة إلى معرفة الأسعار... الأمر قد يبدوا غريبا بالفعل فاغلب ما هو معروض من علب وأقلام عليه ماركات معروفة كما انه لا يوجد اي شيء يدل على انه مقلد أو غير أصلي. فالدقة المتناهية في الشكل والتعبئة والتغليف تحول دون التشكيك فيها غير انه وبعد تساءلنا عن الثمن بدا الأمر مختلفا وأكثر وضوحا فالسعر هو العامل الوحيد الذي يكشف الأمر نظرا للتفاوت الكبير بين ثمن هذه المواد المعروضة والمواد الأصلية. فبينما لا يتجاوز قلم احمر الشفاه فوق هذه الطاولات 30 إلى 60 دينار يبلغ سعر الأصلي منه 800 إلى 1000 دينار. كما تتراوح سعر الكريمات بين 100 و200 دينار بينما سعر هذه الأخيرة مرتفع جدا عن ذلك قد يصل إلى مستويات خيالية فكلما كانت الماركة مشهورة زاد الثمن خاصة أنها مستوردة. الباعة ....زبائننا أوفياء ولا خطر من هذه المواد لعل هذه النقطة ابرز سبب يحول وجهة تلك الزبونات من هذه المحلات التي تعرض ما هو أصلي إلى باقي الأماكن الأخرى أين توجد الأسعار في متناول قدرتهم الشرائية فحسب هؤلاء النتائج متشابهة تقريبا فكلا النوعين من تلك المواد أصلية كانت أو مقلدة ستمكنهن من الحصول على المظهر المرجو وبذلك سيكون أفضل أن يراعين ميزانيتهن ويخترن الأرخص. هذه كانت شهادة أو رأي إحدى الباعة ممن صادفناهم وهو شاب يمارس هذه المهنة من حوالي سنتين يقول هذا البائع أن لديه زبونات كثيرات ممن يترددن على طاولته لاقتناء مختلف أنواع الماكياج والعطور وعما إن كانت هذه المواد قد تضر بصحة البشرة أجابنا نفس البائع أن ذلك غير صحيح فحتى وان كانت بضاعته غير أصلية فهي لا تضر وإلا لكانت تلك الزبونات قد اشتكين!!!. الأخصائيون يحذرون الحقيقة غير ذلك تماما فحتى و إن كانت التأثيرات السلبية لا تظهر مباشرة بعد الاستخدام فحتما ستظهر بعد ذلك أي بمرور وقت و زمن طويل أي بعد الاستخدام المتكرر لهذه المواد..) هكذا يشرح أخصائيو البشرة و الجلد الأثر السلبي للمواد المقلدة التي تستخدم على البشرة من ماكياج و مواد تجميل هذا كما يضيف هؤلاء الأطباء أن هذه الآثار غالبا ما تكون وخيمة وصعبة العلاج نظرا لحساسية الطبقة الخارجية للجلد كما أنها تتطور بسرعة وعن أنواع هذه الأمراض تقول السيدة ش.حكيمة طبيبة مختصة في أمراض الجلد هي كثيرة و متنوعة بدءا بالطفح الجلدي والحساسية والحكة إضافة إلى البثور والفقاقيع وتسلخ الجلد كلها أعراض تصاحب ذلك وصولا إلى اخطر من ذلك من سرطانات الجلد هذا كما أضافت محدثنا أن الخلل في هذه المواد الغير أصلية أن منتجيها لا يحترمون المعايير السليمة ولا المكونات المطلوبة على عكس المواد الأصلية التي تدقق كثيرا على هذا الأمر حفاظا على مصداقيتها وسمعتها في السوق إلى جانب ذلك كشفت العشرات من الدراسات التي أقيمت بمعاهد دولية للبحث العلمي عن خطر تعرض البشرة لكل ما هو ضار وغير متجانس بما في ذلك المواد المستخدمة في التنظيف و التجميل و حتى العطور حيث أفادت إحدى هذه الدراسات أن 60٪ من أمراض الحساسية و الصداع التي تصيب الناس هي ناتجة عن استنشاقهم لبعض أنواع العطور حيث تحتوي هذه الأنواع على 95 من المكونات الغير سليمة فهي عبارة عن كيماويات تستخرج من البترول أي أنها سموم حقائق كثيرة وأرقام مخيفة عن ما سببته هذه المواد المغشوشة من تشوهات و أضرار لمستعمليها رغم ذلك نجدها تعرض في أوساطنا بشكل عادي دون أن يردع منتجيها و لا مسوقيها ليكون المستهلك هو الضحية في آخر المطاف لكن في حقيقة الأمر حتى هذا الأخير ليس الضحية بالفعل فهو طرف آخر في الموضوع و اكبر مشجع له لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار انه على علم بان هذه المواد مقلدة و غير صحية لكنه مع ذلك يقبل عليها هنا يقول أصحاب علم الاجتماع أن الأمر يرجع إلى نقص الوعي و غياب ثقافة الاستهلاك.