تتغيّر عادات الناس كثيرا في رمضان و يزيد اهتمامهم بالأكل و إقبالهم عليه رغم أنه شهر الصّيام لكن تؤكّد كل الأرقام بأنّ معدّل إنفاق العائلات الجزائرية يتضاعف ثلاث مرّات ،فخلال فترة الثلاثين يوما تنفق ميزانية 90 يوما و هذا ليس حال المجتمع الجزائري فحسب بل ينطبق على معظم المجتمعات العربية الأخرى و لعلّ ذلك مرتبط بالعادات و التقاليد التي تفرض على العائلات الجزائرية تنويع الأطباق و تحضير مأكولات من مختلف الأنواع و الأصناف و يتطلّب كل ذلك مشتريات كبيرة و ميزانية أكبر لكن هل كل ما يشتريه الصّائم يأكله ؟ و الواقع أنّ نسبة كبيرة جدّا من المأكولات ينتهي بها الأمر في النفايات و السّبب هو أن سياسة ترشيد النفقات تغيب كليا في هذه المناسبات ،فمعظم الأسر تبالغ في تحضير مائدة الإفطار لإشباع شهيّة الصّائمين و في آخر المطاف نجدهم غير قادرين على تناول 50 بالمائة ممّا تمّ إعداده و بالتالي تبقى تلك الأطباق تراوح مكانها داخل الثلاجة لأيام حتى تفسد و ترمى و هذا السّلوك اللاّأخلاقي و لا حضاري تترجمه أرقام النفايات المنزلية التي تجمع يوميا طيلة الشّهر و يكفي أن نقارنها مع حجمها في الأيّام العادية لنلاحظ الفرق فيوم الأربعاء الماضي و هو عشية رمضان تم جمع 1075 طن من النفايات المنزلية بكل ولاية وهران و في يوم الخميس و هو أوّل يوم رمضان كان حجمها 1045 طن و في اليوم الثاني انتقل إلى 1162 طن في حين بلغ في اليوم الثالث من الشّهر الفضيل 1209 طن و الأرقام مرشّحة للارتفاع في الأيّام المقبلة و حسب مديرة المؤسّسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات السّيدة شلال دليلة فإنّه ابتداء من اليوم الثالث و الرّابع من رمضان نسجّل ارتفاعا كبيرا في حجم النفايات بدليل أنّها زادت بحوالي 200 طنّا أوّل أمس مقارنة بأول يوم رمضان ،و كل هذه الزيادة عبارة عن نفايات عضويةو منها فضلات و قشور الخضر و الفواكه و أغذية غير صالحة للاستهلاك و خبز بالإضافة إلى الزجاجات و الأكياس البلاستيكية و مع ارتفاع درجة الحرارة لا تحفظ الأغذية و خاصّة المطهوة منها لوقت طويل فترمى لأن الصّائم غالبا ما يفضّل أطباق اليوم و يبتعد عن "القديم" و وصفت السّيدة شلال الوضع في رمضان ب"تسونامي" النفايات لأن حجمها يزيد و قد يصل إلى الضّعف حتى يصبح صعب احتواؤها و يرى رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك بأن مجتمعنا أصبح يشهد حالة طوارئ الاستهلاك و للأسف الشّديد ما هو إلاّ تبذير و إسراف و سنسعى طيلة هذا الشّهر يقول زكي حريز إلى تحسيس المواطنين بضرورة ترشيد نفقاتهم و الابتعاد قدر المستطاع عن التبذير ليس فقط في الأكل بل في الماء و الكهرباء و غيرها. و تشير دراسة أجرتها جامعة وهران مؤخّرا حول النفايات المنزلية بأن 50 بالمائة منها عبارة عن نفايات عضوية أي عبارة عن بقايا الأغذية المختلفة والنصف الآخر نفايات لا تتحلّل لكنها قابلة للتّحويل مثل البلاستيك و الورق و الزّجاج و غيرها و هي تعدّ ثروة يمكن استغلالها لذلك أطلقت مؤسّسة تسيير مراكز الردم عملية فرز النفايات على مستوى مركز حاسي بونيف و استعانت بحيي عدل و العقيد لطفي كعيّنة للمشروع .