لا يزال سكان منطقة سعيدة يخلدون المواسم الاحتفالية الشعبية مند الأزل بإقامة " الوعدة " أو ما يسمى "بالزردة " التي تقام في فصلي الخريف و الصيف و تدوم ثلاث أيام أو أسبوع كامل ، حيث تتضمن هذه الأخيرة عروضا و فنونا تقليدية تراثية لا زالت راسخة في الذاكرة كثقافة جماعية ، إذ يتم خلالها تقديم المأكولات التقليدية التي تعكس ارتباط السكان بثقافتهم وسلوكهم الشعبي التي لازالت الميزة الأبرز في عادات وتقاليد المنطقة. استعراضات فلكلورية و أكلات شعبية ومن بين الوعدات الشعبية المعروفة في مدينة العقبان وعدة " رجال الله الصالحين" من الوعدات التي تنظم غالبا في شهري جويلية أو أوت تبركا بأولياء الله الصالحين ، والتي تنظمها الجمعية الفلكلورية شباب الهضاب العليا ل " حي داودي موسى " التي تأسست سنة 1995 ، و تعتبر هذه الأخيرة أيضا امتدادا "لجمعية الهضاب العليا" التي تأسست سنة 1975 ، ففي صيف هذه السنة و في الرابع من أوت، كانت انطلاقة الفعالية التي دامت إلى اليوم الثامن من نفس الشهر ...حيث استهل الافتتاح باستعراضات فلكلورية وزيارة لضريح " سيدي الحاج عبد الكريم" من أجل الدعاء بالرحمة لكل الأموات والإقتداء بالسلف الصالح الذين قدموا العلم و دَرَسُوه للطلبة و المُورِدين خلال القرون الماضية ، مع إلقاء محاضرات دينية وتلاوة القرآن الكريم كاملا " السلكة " ويترنمون بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، و دعوة الضيوف من الفرق الفلكلورية من خارج ولاية سعيدة للمشاركة في الوعدة على غرار تيارت و عين تموشنت و فرقة من عين صالح وأخرى من السوقر ، إضافة إلى مشاركة فرق فلكلورية محلية من بينها "سيدي علال" الرباحية ، "بن عبد الكريم المغيلي التلمساني" التي أمتعت الجمهور العريض باستعراضات وسهرات فنية من التراث و أنغام موسيقية للآلات التقليدية كالمزود " تزمارين" و الطبل والخلاف و الرباع و البندير، كلها كانت متمازجة مكونة لإيقاعات زاخرة بالنغم تطرب الأذن وتدخل البهجة والسرور إلى النفوس بنغمات منظمة متناسقة لها أثر في شد المستمع من خلال الأناشيد والمدائح التي يتغنى بها العازفون وأصحاب البارود ... كما لا تخلو الوعدة من الإكرام أي تقديم الطعام و لحم الضأن لكافة الضيوف ... واختتام الوعدة كان مسكا من خلال قراءة الفاتحة والدعاء للبلاد و العباد و الإصلاح بين المتخاصمين... فالولاية سعيدة لا زالت عبر مهرجاناتها الشعبية و موروثها الزخم المتنوع تعكس اصالة و عراقة سكانها .