بدأت الموجة في سرد حكايتهما : صقر لا شك أنك سمعت بالمأساة التي وقعت في البحر والتي ذهب ضحيتها العشرات من أشخاص بين ميت ومسعف ومفقود... ركبت القطة القارب تاركة وراءها ولدين من أولادها ، وهي لم تخطط لتركهما وإنما لحقت بابنها حين ركب القارب وهم يحملون البشريين ليلا ، لحقت به لتعيده لأنه صغير ظل طريقه ، لكن قبل أن تتمكن من إيجاده وإنزاله، كان القارب قد انطلق في أعماق البحر ولم ينتبه لوجودهما إلا عندما أصبح القارب في منتصف البحر ، أرجوك افعل ماتقدر عليه كي لا تموت القطة وابنها ثم أعدهما إلى الشاطئ الذي انطلق منه القارب الكارثة ... غريزة الأمومة قوة عظيمة لو أن جميع من يملكونها يجيدون استعمالها لكانت الدنيا بخير . صقر بعد أن جلس متربعا فوق الرمل تكلم : قبل أن تخبريني ما تودين إخباري إياه سأخبرك عن بداية هذه المآسي التي أطلق عليها مصطلح الحرقة فبدايتها كانت على يد فاتح الأندلس طارق ابن زياد عندما كان يحرق سفنه عندما يصل إلى الضفة الأخرى , وعلى هذا المنحى مشى الشباب ، فعند نجاتهم من الموت وسط البحر ووصولهم إلى الضفة الأخرى يحرقون هوياتهم أملا في كسب هوية جديدة تكون تأشيرة لدخول الفردوس المفقود ، الموجة: صقر إن اسمي تتداوله الألسن للدلالة على الغدر ، وهذه هي رسالتي في الحياة، ورسالتك هي كتم أسرار هذا المحيط ، وانطلاقا من هذا تكمن الاتفاقية صقر : أنا أسمع يا موجة ولن أخذلك رغم أنّك غدرت بي وخطفت ابني الصغير من حضن والدته ، وكان ذنبه الوحيد أنه عشق تموجك ورغب في لمسه ليكتشف عالم والده ، لكن أسامحك اليوم لأنك أنقذت القطة وابنها ، مع أني رفقة جميع البشر نتمنى أن تتوقف لعبة الغدر لديك ولا تأخذي أرواح الناس وتعيديها كما فعلت اليوم ..