أفاد المراسلون من راس لانوف بأن منشأة نفطية قرب ميناء سدرا النفطي قد تعرضت لقصف جوي من قبل القوات الموالية للقذافي ما أدى إلى وقوع انفجار ضخم تصاعدت منه ألسنة اللهب والدخان في هذه المنطقة التي تبعد حوالي 400 كلم غرب مدينة بنغازي. ويقول الموفدون إن حالة من الفوضى انتابت المعارضين للقذافي الذين يتمركزون على مداخل المدينة على مقربة من موقع الانفجار، وقد شوهدت سيارات الاسعاف تهرع إلى الموقع. ومن ناحية أخرى سقط قتيل و8 جرحى وفق مصادر طبية نتيجة اشتباكات على خط التماس الواقع بين راس لانوف وبن جواد. وكثفت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي القصف الجوي والمدفعي لمواقع القوات المعارضة حول مدينتي الزاوية وراس لانوف النفطية. فقد شنت 50 دبابة و120 سيارة من بيك أب على متنها جنود هجوما على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كم الى الغرب من العاصمة طرابلس. وافاد مصدر مصدر من الداخل لبي بي سي ان عدد القتلى كبير، وأن عددا منهم ملقى بين الأنقاض وان المدينة تعرضت لتدمير كبير. وشوهدت طائرات تحلق في سماء المدينة، ولكن لم يتح إن كانت شنت غارات عليها. إلى ذلك أعلن التلفزيون المصري هبوط طائرة اللواء عبدالرحمن بن على صايد الزاوي، مدير الامداد والتموين بالجيش الييبي، في مطار القاهرة الدولي. وكانت أنباء تواترت عن تحرك طائرة خاصة تابعة للقذافي، عبر اليونان، نحو القاهرة. واكدت القوات المعارضة أنها ما زالت تسيطر على مناطق وسط مدينة الزاوية بينما قالت مصادر مطلعة لبي بي سي إن المدينة شهدت قتالا عنيفا يوم الثلاثاء وإن المدرعات تحاصر ساحتها الرئيسية. وقد قطعت السلطات الليبية الاتصالات عن المدينة ومنعت الصحفيين من الوصول اليها، ولكن التقارير الواردة من هناك تفيد بتعرض المدينة لقصف مدفعي ثقيل. وقال أحد المقاتلين في المدينة لوكالة أنباء رويترز إن دبابات القوات المواللية للقذافي تقترب من الميدان الرئيسي في المدينة. وأضاف المقاتل الذي كان يتحدث من وسط المدينة، واسمه إبراهيم، في مكالمة هاتفية للوكالة بإمكاننا أن نرى الدبابات... الدبابات في كل مكان، وقال إن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة وعلى ضواحيها، بينما تسيطر القوات المناوئة على الميدان. وقال إن قناصة يحتلون أسطح معظم البنايات ويطلقون النار على من يغادر منزله. وأكد إبراهيم أن نصف المدينة دمر بفعل الغارات الجوية. وقال إن 60 مقاتلا ذهبوا لمهاجمة قاعدة تابعة للجيش النظامي، ولم يعد أي منهم، وليس من الواضح إن كانوا قتلوا أم ما زالوا على قيد الحياة. وذكر أحد السكان أنه رأى 50 دبابة وعشرات الناقلات العسكرية. كما شنت الطائرات المقاتلة هجمات عنيفة على مواقع المعارضة قرب مدينة رأس لانوف. وأفاد شهود بان أعمدة من الدخان ارتفعت فوق المدينة نتيجة القصف المكثف، بينما تحدثت أنباء عن استهداف القصف للتجمعات السكنية القريبة من مواقع المقاتلين. وبينما يستمر اغلاق مصافي النفط في ليبيا فان الانباء تفيد باحتمال نفاد الوقود في المنطقة الشرقية من البلاد في غضون أسبوع. وقد عرض التلفزيون الرسمي الليبي صورا لقوات موالية للقذافي في مدينة بن جواد. وظهر في الصور رجال مدججون بالسلاح، ويرتدون الزي الصحراوي ويرفعون يافطات تتوعد المعارضين بالقتل في كل مكان من ليبيا. واعلن مسؤول ليبي ان الجيش الليبي قد اتخذ قرارا بتطهير المدن الليبية من المتمردين وان الجيش قد باشر بتنفيذ القرار وبدأ بذلك انطلاقا من المدن الغربية في البلاد حتى الوصول الى مدينة بنغازي. المجلس الوطني من جهة أخرى نفى التلفزيون الليبي ما أعلنه المجلس الوطني المعارض في ليبيا أن العقيد القذافي عرض اجراء محادثات مع المجلس بشأن امكانية خروجه من ليبيا. وكان مصطفي الغرياني الناطق باسم المجلس في بنغازي قوله إن ممثلا للقذافي عرض اجراء محادثات بشأن خروج القذافي، الا انه قال ان المجلس رفض العرض. ويقول مراسل بي بي سي في بنغازي، جون لاين، إن اي حديث عن سعي القذافي لاستئذان المعارضين في مغادرة البلاد يجب ان يتم التعامل معه بتشكك. ويقول مراسلنا ان الزعيم الليبي طالما كرر التاكيد على انه لا يتولى اي منصب رسمي لذا ليس هناك ما يمكن ان يتنازل عنه ويتركه. ومع زيادة حدة القتال تزداد المخاوف من كارثة انسانية على الحدود الليبية. وقالت فاليري آموس منسقة الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة ان حوالى مليون من العاملين الاجانب، ممن خرجوا من ليبيا او ما زالوا محتجزين بسبب القتال هناك، يحتاجون الى مساعدات طارئة في الاسابيع المقبلة. واضافت ان هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لادارة المعسكرات والاغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.