كشفت نقاشات مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع حول حالة الأمن فى أفريقيا عن تهديدات إرهابية حقيقية تواجهها دول أفريقيا وفى مقدمتها دول الساحل والصحراء ومن بينها جمهورية مالي التي طالبت الأممالمتحدة بالعدول عن سياساتها الانسحابية من عمليات مكافحة الإرهاب والقرصنة في القارة بل وتكثيف عملياتها على هذا الصعيد مهما كانت كلفتها. وتعد الكلفة الباهظة لفاتورة تشغيل قوات حفظ السلام الدولية في أفريقيا أحد الاعتبارات الأساسية التى دفعت الولاياتالمتحدة وقيادتها العسكرية لأفريقيا / أفريكوم / إلى تعظيم دورها لمكافحة الإرهاب فى القارة الأفريقية تفاديا لحدوث فراغ أمنى يسمح بتعاظم أنشطة الإرهاب و القرصنة فى القارة. ومع توجه الأممالمتحدة إلى خفض أعداد تلك القوات وترشيد الإنفاق عليها بدأت واشنطن اتجاها معاكسا لتعزيز دور القيادة الأفريقية / افريكوم / وبناء شراكات فعالة مع جيوش وبحريات الدول الأفريقية الصديقة، فعلى سبيل المثال تلتهم الكونغو الديمقراطية وهى إحدى الدول الأفريقية التى تشهد موجات اضطراب شديدة الجانب الأعظم من موازنة حفظ السلام بالأممالمتحدة، فخلال عقدين من الزمان انخرطت فيها الأممالمتحدة فى عملية حفظ السلام فى الكونغو MONUSCO بلغت فاتورة تمويل تلك العملية 11ر1 مليار دولار سنويا، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضى إلى إعلان نيته خفض عدد قوات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة البالغ عددهم 16 ألفا بواقع ألفى فرد فى أقرب وقت ممكن بما فى ذلك قوات الشرطة الأممية و عناصر المراقبة المدنية. وتلعب القوات الأمريكية فى أفريقيا دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب بالمشاركة مع الدول الغربية الكبرى ذات النفوذ فى القارة وفى مقدمتها فرنسا التى كانت صاحبة أكبر مستعمرات غربية فى القارة السوداء، وذلك بالإضافة إلى حكومات القارة، ففي منطقة الساحل و الصحراء حيث تمركزات جماعات الإرهاب فى مالى و النيجر تلعب القوات الفرنسية دورها مهما بالتعاون مع القيادة الأفريقية فى الجيش الأمريكي / افريكوم / لمواجهة أنشطة المتطرفين المسلحين فى هذه المناطق و القفز على أية مشكلات قد تعيق توسيع نشاط / افريكوم / فى القارة وفى مقدمتها معادلة الحفاظ على التوازن بين حرية عمل وحدات مكافحة الإرهاب الأمريكية واعتبارات عدم المساس بالسيادة الوطنية للدول الأفريقية. وتواجه قوات افريكوم جنبا إلى جنب مع جيوش البلدان الأفريقية تحديات الإرهاب والتطرف العنيف فى كل من منطقة القرن الافريقى و منطقة الساحل والصحراء، كما أبرمت الإدارة الأمريكية مطلع العام الجارى اتفاق تعاون عسكريا وشراكة لمكافحة الإهاب مع بوركينا فاسو تتضمن تدريبات أمريكية لقوات الجيش و مكافحة الإرهاب البوركينية.