على أحر من الجمر ، تنتظر المواطنة حسنة إستيتي ، الموعد المحدد لزيارة سجن "مجدو "، بعدما حصلت وزوجها على أول تصريح زيارة لنجلها الأسيرعدي شوقي محمد ستيتي ، وتقول " عشنا أيام قاسية وصعبة منذ انتزاعه من بيننا ، ألمنا تعجز عن وصفه كلمات ، فكل لحظة تساوي سنوات ، ونتأمل أن نراه والاطمئنان على اوضاعه فهذه أول مرة نزوره منذ اعتقاله "، وتضيف " إبني عدي ، كان روح المنزل والحياة فيه لمرحه وطيبته ومحبته ، لكن اليوم اصبح منزلنا صامتاً لايوجد فيه روح ولاحياة حياة ولا فرح ما دام بعيد ومغيب عنا "، وتكمل " لا تقاس المشاعر والمواقف بفترة الغياب ومدة الاعتقال ، وانما بتاثير الاعتقال على نفستنا وحياة الأسير ، فكل عائلة تصبح مع ابنها تتقاسمه صنوف الالم وعذابات الأسرة ،ونسأل الله أن لا يذيق أحد طعم حسرة السجن. الأسير والحياة .. في مخيم جنين ، ولد الأسير عدي 28 عاماً ، ليكون العاشر في عائلته المكونة من 12 نفر وجميعهم متزوجون باستثناءه ، فما زال يكافح ويشقى لتأسيس حياته ومستقبله كما تشير الوالدة السبعينية " أم فادي "، وتضيف " تربى ونشاً في المخيم ، وسط أسرتنا المحافظة على قيم الاسلام والعادات والتقاليد ، فتميز ببر الوالدين وحب العائلة والالتزام الدينا ، تمتع بالاخلاق العالية وحب الناس ورعايتهم ، والوقوف لجانب والده ومساعدته "، وتكمل " تعلم بمدارس وكالة الغوث ثم مدينة جنين حتى حقق النجاح في الثانوية العامة ، بعدها اكمل دراسته في جامعة خضوري وتخرج بتفوق بشهادة البكالوريوس في الهندسة "، وتتابع " لم يحظى بفرصة للتوظيف بشهادته ، فعمل في عدة مهن للمساعدة في اعالة اسرتنا الكبيرة والاعتماد على نفسه في تكوين وبناء مستقبله. الاعتقال والتحقيق .. حتى اليوم ، ما زالت المواطنة أم فادي ، لا تستوعب اعتقال ابنها عدي ، فهو كما تقول " لا يهتم سوى باسرته وعمله ، ليس له انتماء لحزب وفصيل ولا يتدخل بقضايا السياسة ، يقضي حياته بين العمل والمنزل ورغم ذلك ، عاقبنا الاحتلال باعتقاله "، وتضيف " فجر تاريخ 4/11/2019 ، وبعدما غادر زوجي المنزل لتادية صلاة الفجر في المسجد ، فوجئنا بالعشرات من الجنود يتسللون لمنزلنا ونحن نائمين ، انتشروا في كل ركن وزاوية في حالة استنفار دون ان نتبنه لوجودهم "، وتكمل " على الفور ، انتزعوا ابني من فراشة بلمح البصر ، ولم اتمكن من رؤيتهم إلا في اللحظات الاخيرة خلال انسحابهم من المنزل ، فركضت نحو عدي ، لكنهم منعوني من الوصول اليهم ومحادثته. تحقيق وتأجيل .. تنهمر دموع أم فادي ، وتقول " أي قانون وشريعة تجيز هذه الممارسات ، اقتحام منزلنا واعتقال ابني دون ذنب أو سبب ؟، امضيت 29 يوماً وسط البكاء والدموع والحزن لخوفي على عدي الذي نقلوه لزنازين التحقيق والعزل في سجن مجدو ، منعوا طوال الفترة زيارته "، وتضيف " بعد فترة ، علمنا انه خلال التحقيق منعوه من الاستحمام وحرم من الطعام لعدة ايام كوسيلة للضغط اضافة لتعرضه لادوات تحقيق قاسية حتى نقل الى سجن مجدو "، وتكمل " في البداية لم نتمكن من زيارته ، وعانينا حتى حصلنا على أول تصريح ، وانتظر هذه اللحظة حتى أرى عدي أمامي واطمأن على صحته واوضاعه "، وتكمل " خلال المحاكم العسكرية في سالم ، تمكنا من رؤيته للحظات قليلة ، وحتى اليوم ، عقدت له 14 جلسة متتالية ، وفي كل مرة القاضي يمدد توقيفه بذرائع مختلفة حتى يبقى خلف القضبان. أمل الحرية .. ما زالت عائلة عدي ، تجهل أسباب اعتقاله ، ويقول والده " نستغرب صمت وغياب دور مؤسسات حقوق الانسان ، فأين العدالة ؟، ابني ليس له أي علاقة بالسياسة وفي كل مرة المحكمة تمدد توقيفه وحتى اليوم لم تصدر له لائحة اتهام "، ويضيف " منذ اعتقاله ، لم أراه إلا خلال جلسات المحكمة وسط حراسة مشددة ، فالسجانين يمنعوننا من محادثته والاقتراب منه ، ونامل في الجلسة القادم أن يتحرر ويعود الينا ، فالجميع يفتقده ويمنى أن لا تطول غيبته.