دعت الدول الغربيةروسيا الى ادخال تعديلات على مشروع القرار الذي اقترحته على مجلس الامن الدولي لادانة القمع في سوريا، ممهدة بذلك لمفاوضات شاقة بين القوى الكبرى في هذا الشأن. وبينما قالت الدول الاوروبية والولاياتالمتحدة انها تريد اجراء محادثات، اكدت فرنسا من جديد ان النص الروسي "غير متوازن اطلاقا". واوضحت الولاياتالمتحدة ايضا انها تريد تعديلات على مسودة القرار التي عرضتها روسيا فجأة على الدول ال15 الاعضاء في المجلس امس. وتقدمت روسيا بمشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يدين اعمال العنف في سوريا، في خطوة مفاجئة نظرا لعرقلتها تبني اي نص ضد دمشق في المجلس منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس. وقالت الدول الغربية ان النص الروسي الجديد لا يتسم بصرامة كافية حيال حكومة دمشق. ورأى السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو ان الخطوة التي قامت بها روسيا "مناورة"، معتبرا ان النص "غير متوازن" و"اجوف". وقال ارو في تعليق على مشروع القرار الروسي الذي اثار مفاجاة دولية "انها ايضا مناورة، لان (روسيا) تحاول ان تظهر انها تخطو خطوة الى الامام الا انها تقدم نصا غير متوازن اطلاقا واجوف". وأضاف أن "النص يجب ان يدخل عليه تعديلات كثيرة (...) لكنه نص سنتفاوض على أساسه ويقضي نص مشروع القرار الروسي بادانة العنف الذي ترتكبه "جميع الاطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية". كما يعبر عن القلق من "مد المجموعات المسلحة في سوريا بأسلحة بطريقة غير مشروعة". وحصل النص الروسي في مجلس الامن على دعم عدد من الدول بينها الهند. وقال السفير الهندي لدى الاممالمتحدة هارديب سينغ بوري "سبق ان قلنا اننا سندعم هذا النوع من القرارات"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان دول عدة طلبت تعديلات. واكد مندوبو الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة انه لا يمكن المساواة بين القمع الذي تمارسه السلطات السورية والمعارضة. وأضافوا انهم مصرون على توجيه ادانة اقوى لانتهاكات حقوق الانسان من قبل حكومة بشار الاسد ودعم اكبر لتحرك الجامعة العربية ضد سوريا، بما في ذلك فرض عقوبات. الا ان كل الدول الغربية اكدت رغبتها في التفاوض. ففي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند للصحافيين "نريد العمل معا للسير قدما". كما رحب وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في انقرة ب"الخطوة المهمة" المتمثلة بتقديم روسيا مشروع القرار وب"الروح القيادية" لتركيا وقال ان "اشارة روسيا الى استعدادها للعمل داخل الاممالمتحدة في الجهد الرامي الى زيادة الضغط على سوريا، امر مهم"، معتبرا في الوقت عينه انه "لا يزال هناك الكثير للقيام به". وأضاف بانيتا "يبدو واضحا بالنسبة لي على ضوء تطور الموقف الروسي ان المجتمع الدولي في طور الاتحاد ليقول لسوريا ولنظام الاسد اننا لم نعد نستطيع التسامح لوقت اطول حيال اعمال القتل وانتهاكات حقوق الانسان الدائرة حاليا في سوريا". وقال دبلوماسيون غربيون انهم ينتظرون مواصلة المحادثات، لكن مندوب روسيا فيتالي تشوركين اكد ان بعثة بلاده لن تدعو الى مفاوضات قبل الاثنين. ورأى تشوركين ان الدول الغربية "ستحتاج الى بعض الوقت لتستوعب اهمية التطورات"، في اشارة الى تعليقاتها السلبية الاولى على النص الروسي. واوضح ارو انه لا يعرف كم تستغرق المفاوضات. وقال ان المفاوضات حول القرار "قد تستغرق لساعات او لاشهر وكل شىء مرتبط بمدى رغبة روسيا في قبول تعديلاتنا". وروسيا حليفة موسكو منذ الحقبة السوفياتية ومستورد مهم للاسلحة الروسية كما انها ابقت على قاعدة بحرية ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفياتي. ق.د/وكالات