أشارت إحصائيات حديثة لمنظمة الصحة العالمية أن 77 % مدمني المخدرات والخمور في العالم قد تمت إدانتهم في أعنف الجرائم، فبعدما انتشرت المخدرات بشكل كبير في أوساط الشباب وأدت إلى أبشع الأمراض النفسية التي تقود بدورها إلى الانحراف وانتشار الجريمة بشكل سريع. ==لطيفة مروان === معظم الجرائم البشعة التي يندى لها الجبين وتهتز لها القلوب وترفضها كل الأعراف، قام بها مدمنون في حق ذويهم وأنفسهم من قبلهم، حيث فصل القضاء الجزائري في الكثير منها، وبعد التحريات انحصرت أسباب هذه الجرائم في الإدمان، حيث أدان مجلس قضاء العاصمة مؤخرا أربعة شبان اعتدوا على صديقهم جنسيا بأربع سنوات حبسا نافذا وأدانت الضحية الشاب بعامين حبسا نافذ لحيازته واستهلاكه للمخدرات. وقائع هذه القضية التي احتضنها أحد المنازل المهجورة بحي الكيتاني بالعاصمة يقشعر لها البدن فبعد سهرة كانت المخدرات سيدة الموقف حيث تعاطى الشبان الخمسة كل أصناف المخدرات والخمور وبعدما غيّبت عقولهم، اتفق أربعة منهم على إشباع غرائزهم بالاعتداء على صديقهم الخامس الذي كان في حالة لا وعي وعندما علم بنيتهم حاول مقاومتهم الفرار لكنهم تغلبوا عليه وقاموا بتكبيله ومارسوا كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي ليقوموا بعدها باغتصابه. وبعد أن أشبعوا شهواتهم خلدوا إلى النوم ليستغل الضحية الفرصة بعدما استعاد وعيه للهروب والتبليغ عنهم فتم القبض عليهم من طرف مصالح أمن بلدية باب الوادي. وببلدية وادي السمار كانت لامية، ذات ال20 ربيعا، ضحية الإدمان حيث تم اغتصابها من طرف شقيقها المدمن والذي دخل عالم الإجرام من بابه الواسع، فصحيفة سوابقه العدلية سجلت العشرات من جرائمه المتنوعة من سرقة وضرب وجرح عمدي بالسلاح الأبيض واغتصاب ليختمها بجريمة شنعاء هي زنا المحارم. فقد استغل المتهم غياب والديه عن المنزل ليقتحم غرفة شقيقته ويغتصبها بكل وحشية ويشبع رغبته المريضة غير مبالي بدموعها وتوسلاتها التي لم يعرها أي اهتمام ولم تشفع لها، ورغم صراخها الذي سمعه الجيران إلا أنه لم يحرك أحدٌ منهم ساكنا لأن الفاعلَ شخصٌ مجرم والجميع يخافه، فهو لا يتوانى على فعل أي شي عندما يكون تحث تأثير المخدِّر حتى القتل أصبح لديه لعبة ولم يكتف الشباب بالمخدرات المتعارف عليها كالهيروين والكراك والكيف والحبوب المهلوسة بل لجأوا إلى الحبوب المنومة والمهدئات التي لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبية ما عرض إحدى الصيادلة إلى خطر الموت، حيث فصلت محكمة الحراش في قضية شاب حاول قتل صاحبة صيدلية لأنها امتنعت عن بيعه الحبوب المهدئة دون وصفة طبية وأمام إصرارها على موقفها اعتدى عليها بالضرب وحاول تشويهها بسلاح أبيض ولحسن حظها أن زميلها وصل في الوقت المناسب لينقذها من بين مخالبه، وقد تمت إدانته بثلاث سنوات حبسا نافذا. وبهذا الصدد، تؤكد السيدة «لومانجي»، أخصائية نفسانية أن الحصول على المخدر أصبح الهاجس الأول في حياة المدمن، ولذا يلجأ لأية وسيلة للحصول عليه، حتى لو وصل الأمر إلى ارتكابه جريمة، فشراء هذه السموم يتطلب مالاً وفيراً نظراً لغلاء أسعارها. وبما أن الإمكانيات المادية لمعظم المدمنين محدودة فلا مفر لهم من اللجوء إلى أعمال غير مشروعة، قد يتسم معظمها بطابع العنف كالسرقة بالإكراه والاعتداء بالضرب والقتل أحيانا. كما أشارت إلى أن نسب المدمنين الذين يقومون بارتكاب الجرائم تنتج عن حالة خاصة يصلون إليها بتناولهم للمخدر، تحولهم إلى قمة العصبية التي تدفعهم بشكل أو بآخر لارتكاب الجريمة.