أجلت، أول أمس الخميس محكمة جنايات العاصمة، إلى الدورة المقبلة بسبب عدم تحويل بعض المتهمين من سجن وهران، فتح ملف أكبر شبكة دولية لتهريب المخدرات من الجزائر إلى فرنساوبلجيكا عبر حاويات استيراد التفاح والليمون والمتاجرة بالذهب يقودها البارون الخطير "سعيد لميقري" الذي كان وراء حادثة اختطاف الطفل "أمين ياريشان" وحجزه في فيلته الكائن مقرها بالمحمدية مقابل فدية 14 مليار سنتيم وهو الملف الذي كشف أيضا تورط قريب والد الطفل المختطف المدعو"ياريشان جعفر" ضمن العصابة. مهدية أريور
حيث تمكنت مصالح الأمن من استرجاع 08 أطنان من القنب الهندي من أصل أكثر من 11 طنا تاجرت فيها وقرابة كيلوغرامين من المخدرات ومبالغ مالية معتبرة بالعملة الصعبة. ويتابع في الملف 18 عنصرا من بينهم 15 موقوفا على رأسهم المدعو"أحمد يوسفي سعيد" وشقيقه "رشيد" و"ي. جعفر" الذين صدر ضدهم أمر بالقبض الدولي بعد حادثة الاختطاف إلى جانب ضابط في الجمارك بميناء ولاية بجاية ورعية هولندي وآخر بلجيكي هذان الأخيران لا يزالان فارين حيث وجهت لهم جنايات محاولة تصدير المخدرات بطريقة غير شرعية تخزين ووضع للبيع وشحن ونقل عن طريق العبور لمواد مخدرة بطريقة غير شرعية في إطار جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية وجنحة تبييض الأموال. .. الإنطلاقة من الفيلا المشمعة التي احتجز فيها الطفل "أمين ياريشان" تداعيات الملف تعود للفيلا المشمعة التي احتجز فيها الطفل "أمين" تعود إلى تاريخ 11 مارس 2009 عندما تلقى مسير شركة "ساترنز" مراسلة من طرف ممثّل شركة "سلومان نبتون" تتضمن طلب تحويل 3 حاويات من حظيرة شركة "ساترنز" إلى ميناء الجزائر من أجل شحنها نحو الميناء على متن الباخرة البلجيكية "راميتا" وتجسيدا لذلك شرع في رفع الحاويات من طرف سائق الرافعة بحضور المراقب والمسؤول التابعين للشركة ووجدت الرافعة صعوبة في رفع إحداها حيث تبين للسائق أن وزنها غير عادي من خلال ميلها الواضح لناحية المبرد مما يدل على زيادة الوزن في ذلك الاتجاه فتم إخطار رئيس قسم الاستغلال للشركة بذلك ليقوم رئيس قسم التسيير المدعو"ط. يزيد" بإحضار الخبير من أجل معاينة الحاوية أين اتضح بعد قياس عملية الأبعاد وجود فارق قدره 45 سم بين الداخل والخارج لتتم مراسلة مسؤول مصلحة متابعة الحاويات بشركة "سلومان نبتون" من أجل تقديم تفسيرات ومعلومات عن وزن الحاوية لتتمّ مراسلة الشركة "إلام" الموجود مقرها بألمانيا. بتاريخ 05 أفريل 2009 اكتشف عناصر الدرك الوطني بالميناء الجاف بالرويبة كمية من المخدرات من نوع القنّب الهندي قدر وزنها الإجمالي ب 5492.6 كيلوغرام وأن تلك الحاويات سبق الاستيراد على متنها فاكهة التفاح وكان من المفترض بعد إفراغها من البضاعة إعادة شحنها إلى ميناء الجزائر لكي تنقل على باخرة (راميتا) باتجاه ميناء (أونفرس) ببلجيكا. وبعد فتح تحقيق حول مسار تلك الحاويات توصلت مصالح الدرك الوطني إلى أنه تم استيرادها باستعمال سجِّل تجاري بإسم شركة (أورل أ. م. ت. زاد) للمدعو "قارة صالح" الساكن بولاية سطيف والذي أجّر دون معرفة المستأجر. .. 23 عملية استيراد من عدّة دول في أقل من سنة وتبيّن من خلال المركز الوطني للإعلام والإحصائيات لإدارة الجمارك أن تلك الشركة قامت ب 23 عملية استيراد لمواد موجّهة للاستهلاك البشري خلال الفترة الممتدّة ما بين 23/08/2008 و28/01/2009 من عدّة دول 06 مرّات من ميناء (أونفرس) ببلجيكا وأن مالك البضاعة هوالمتّهم "ب. عبد الطيف" المكنّى (ياسين) الذي كان في حالة فرار منذ شهر جويلية 2007 بعد صدور أمر بالقبض عليه من طرف محكمة وهران عن تهم محاولة تصدير المخدرات والمتاجرة فيها ومنذ تلك الفترة وهو يتنقّل بجواز سفر وبطاقة تعريف صهره المدعو"ح. عبد الغني" المقيم في أمريكا في حين كان أبناءه وزوجته يقيمون في فيلاّ بمنطقة الشرافة وكان يقوم باستيراد فاكهة التفّاح واللّيمون لتمويه مصالح الأمن عن نشاطه في تصدير المخدّرات مستعملا سجِّلات تجارية مستأجرة لتفادي اكتشاف هويته. وتبيّن من خلال التحريات ان لديه شركاء وهم "ج. إلياس" المكنّى "منير الصوري" و"أحمد يوسفي سعيد" المكنّى "سعيد ليميفري" هذا الأخير صدر ضده أمران بالقبض دوليان عن محكمتي "لورين"و"نانت" بفرنسا بتهمتي الهروب وتكوين جماعة أشرار ومحاولة السرقة باستعمال السلاح والحجز وقد قاموا باستئجار غرف التبريد الكائنة بجنان العافية ببئر خادم من عند المدعو"ب. محمد رضا" الذي تعرّف على هوية المتّهمين الثلاثة. مواصلة للتحرّيات تبيّن أن عملية شحن المخدّرات أشرف عليها المكنّى "ياسين" في مستودع كائن ب 03 حي النّجاح ببلدية الشفّة ولاية البليدة وبعد تفتيش المستودع بتاريخ 08 أفريل 2009 تمّ العثور على عيّنات من مواد بلاستيكية تمّ حرقها مادة تستعمل كعازل سائل زيتي بنّي اللّون مادة الحنّاء مادة تشحيم السيّارات ومادة "بوليستار" وتستعمل هذه المواد لتغليف المخدّرات. حجز أكثر من 42 مليار سنتيم في مستودع فيلا بالشرقة وقد تمّ استئجار هذه الفيلاّ من طرف المكنّى "ياسين" و"سعيد ليميفري" باسم مستعار مقابل 11.500.000 دينار أين تمّ العثور في مستودعها على 438 كيلوغرام من المخدّرات. وقد تمّ العثور في فيلاّ المتّهم "ب. عبد الطيف" بالشراقة على مبلغ بالعملة الوطنية والأجنبية مخبّأ في حقائب أسفل السلالم قدّر ب 423.458.500 دينار أي أكثر من 42 مليار سنتيم ومبلغ 20 ألف أورو أمام فيلاّ "سعيد ليميفري" بالمحمّدية والتي احتجز فيها الطفل "أمين" لمدّة 14 يوما بعد اختطافه شهر أكتوبر 2015 وعلى مبلغ مالي قدّر ب 6.5 مليون دينار وسندات بنكية بقيمة مليوني دينار. خلال شهر ماي 2009 تمّ القبض على أحد عناصر الشبكة الدولية ويتعلّق الأمر بالمتّهم "ع. محمد" على متن سيّارة من نوع "رونو ماستر" معبّأة ب 320 كلغ من القنّب الهندي من طرف مصالح الأمن لمدينة الرمشي بولاية وهران والذي أكّد أنه كان يقوم بنقل المخدّرات بعد استيرادها من المغرب من عند المدعو"ش. سعيد" المكنّى "سعيد المرّوكي" على متن سيّارته من مدينة مغنية إلى مستودع الشفّة لصالح "ب. عبد اللطيف" بمساعدة المتّهمين "ب. محمد" و"ش. واسيني" وقد كانت مهمّتهما فتح الطريق أمامه وقد قام خلال شهري فيفري ومارس 2009 ب 10 سفريات وفي كلّ مرّة كان ينقل حوالي 300 كلغ ليضيف أنه بعد حجز الحاويات الثلاث في ميناء الرويبة الجافّ قام بنقل المخدّرات التي كانت مخبّأة في مستودع الشفّة والمقدّرة ب 15 قنطارا إلى مدينة قنديل أين وجد المتّهم "ح. سحنون" في انتظاره وقاما بإفراغها في مستودع منزل. وأسفرت عملية مراقبة المكالمات الهاتفية التي تمّ إجراءها بين أفراد العصابة عن أنها نقلت نشاطها إلى ميناء بجاية وبعد تمديد الاختصاص تبيّن أنها قامت بتصدير 900 كلغ من المخدّرات إلى ميناء (غانديا) بإسبانيا بتاريخ 13 أوت 2009 . .. إعترافات مثيرة لبارون مخدرات وخلال التحقيق اعترف البارون "ب. عبد اللطيف" المكنّى "ياسين" بعد توقيفه أمام قاضي التحقيق " بأنه فعلا ارتكب جرم محاولة تصدير المخدّرات بطريقة غير شرعية والمتاجرة فيها من طرف جماعة إجرامية منظّمة وجنحة تبييض الأموال لأنه قام بتصدير حوالي 05 أطنان من المخدّرات على حاويات مجهّزة بمبرّدات والتي كان قد استورد على متنها التفّاح إلى بلجيكا وقد أرسلها إليه مسيّر شركة "ألتراد" المتّهم "بول دودوندر" رعية بلجيكي مقيم في ألمانيا وهي المكلّفة باستلام الحاوية المعبّأة بالمخدّرات. وأضاف المتّهم أن شريكيه في تجارة المخدّرات هما المتّهمان "سعيد ليميفري" و"منير الصوري" وكانت مهمّة (ليميقري) اقتناء القنّب الهندي من المغرب أين يملك سكنا هناك والتي كانت تتراوح بين 200 و400 كلغ في كلّ سفرية ويتمّ إدخالها عبر الحدود وتخزينها في مستودع الشفّة أين يقوم رفقة المكنّى "منير المنصوري" باستقبال الشحنات كما كان برفقتهم في بعض المرّات المتّهم الفارّ "ط. الشحيمة نور الدين"وشقيق "سعيد ليميفري" المدعو(رشيد) أين يقومون بعملية تغليف المخدّرات بمادة لاصقة ثمّ تهيّأ الحاوية بصفائح من الحديد لاستعمالها كعازل وإخفاء خلفها القنّب الهندي وتلحيم تلك الصفائح داخل الحاوية ثمّ يتمّ بخّ مادة سائلة لتفادي انبعاث رائحة القنّب الهندي وبعدها يتمّ نقل الحاوية إلى حظيرة بمنطقة بن شوبان لبضعة أيّام قبل تحويلها إلى الميناء الجافّ بالرويبة. .. ضابط الجمارك يتورط في تهريب المخدرات كما كشف المكنى "ياسين" أن علاقته بضابط الجمارك المكنّى "عزّوز" انطلقت سنة 2010 عندما كان متوجّها إلى تونس عبر البرّ أين ساعده في العبور لأنه كان يحوز على جواز سفر باسم صهره وعندما دخلا إلى تونس افترقا وبقي على اتّصال وفي شهر أفريل سنة 2009 تلقى مكالمة هاتفية منه عندما كان متواجدا في المغرب وذكره بالحديث الذي دار بينهما حول إجراء صفقات فطلب منه الحضور إلى المغرب للاتفاق فأخبره بأنه إطار في الجمارك ولا يمكنه السفر دون مبرّر فأرسل له موعدا من عيادة طبّية حيث تنقّل الجمركي رفقة عائلته وتكفّل بإيوائهم "سعيد المرّوكي" في شقّة بالرباط وهناك اتّفقا على تصدير المخدّرات عبر ميناء بجاية. لينطلق المتّهم رفقة "سعيد ليميقري" و"سعيد المرّوكي" في تحضير كمّيات المخدّرات بعدما سهّل عليهم الجمركي عملية استئجار مستودع وفيلاّ بالولاية واتّفق الجمركي معهم على أن يقبض 10 ملايين دج عن كلّ حاوية يقوم بتمريرها وقد تمّ منحه المبلغ على 03 أقساط شهري جوان وجويلية.