ضيع شباب قسنطينة كامل حظوظه في المنافسة على ورقة الصعود بعد تعثره المخيّب للآمال أول أمس بميدانه الشهيد حملاوي أمام ضيفه أمل مروانة الذي كان بإمكانه أن يعود بكامل الزاد لو استغل لاعبوه الفرص التي أتيحت لهم خاصة في الشوط الثاني. هذا، ولم يقدّم أشبال رواس طيلة ال90 دقيقة أي شيء يستحقون عليه الفوز بل كانوا خارج الإطار تماما ما كلّفهم الخروج من السباق قبل 8 جولات من نهاية البطولة بعد أن ابتعد أصحاب اللونين الأخضر والأسود عن مركز الريادة الذي تحتله مولودية سعيدة ب7 نقاط كاملة، وهو الفارق الذي لا يمكن تداركه بالنظر إلى الوجه الشاحب الذي ظهر به اللاعبون في هذه المواجهة. انتشار سيء وضغط عشوائي في أغلب فترات اللعب وعلى عكس مباراة “الداربي” في الجولة الماضية فشل لاعبو الشباب في فرض منطقهم أمام مروانة. فبعد أن ضيعوا الكثير من الكرات في الشوط الأول بسبب التسرع وسوء التركيز، لم يجد الزوار صعوبة في الحفاظ على مكسبهم في الشوط الثاني بالنظر إلى سوء انتشار أصحاب الضيافة خاصة على مستوى الخط الأمامي. كما أن اعتمادهم على الكرات العالية واللعب الطويل سهّل كثيرا مهمة لاعبي مروانة الذين تمركزوا كليا في الدفاع وحاولوا مباغتة المنافس عن طريق الهجمات المعاكسة التي كادت أن تؤتي ثمارها في الكثير من المرات لولا تألق الحارس ضيف. 14 نقطة التي ضيعت في حملاوي تؤكد حجم الكارثة وبالرغم من أن الشباب يصارع على الصعود، إلا أن الأداء الذي قدمه اللاعبون في مباراة أول أمس لا يوحي أبدا بذلك بعد أن غابت الإرادة والروح القتالية اللتين حضرتا في اللقاء الفارط أمام “الموك“ بدليل أن رفقاء ضيف لم يشكلوا خطرا على مرمى مروانة. وعليه فقد توصل نزيف النقاط بحملاوي حتى الآن إلى حدود ال14 نقطة بعد خسارتين أمام كل من بن طلحة وإتحاد بلعباس و4 تعادلات أمام بسكرة، بجاية و“الموك“ خلال مرحلة الذهاب وأمل مروانة في آخر جولة ما يؤكد أن النادي يجد صعوبة في تحقيق الفوز بميدانه. ضيف جنّب “الكارثة“ في كرة خرخاش كعادته أدى الحارس ضيف مباراة قوية تؤكد مستواه الرائع منذ انطلاق المنافسة، حيث تصدى للكثير من المحاولات الحقيقية خاصة بعدما انفرد به مهاجم مروانة خرخاش على مرتين منتصف الشوط الثاني لكنه عرف كيف يمنع الكرة من دخول شباكه. ومما لا شك فيه، فإن تسجيل الضيوف هدف في هذه الكرة كان سيخلط أوراق أشبال المدرب رواس ويجعلهم يخسرون المقابلة لا محالة، خاصة أن مردودهم لم يكن في المستوى المطلوب كما أن رد الفعل السريع كان غائبا للغاية. مردود بولعويدات يجعله دون لاعب احتياطي ظهر المهاجم بولعويدات بمستوى سيء جدا في لقاء أول أمس، حيث ضيع كرات كثيرة كما أنه لم يستغل الفرص العديدة التي أتيحت له خاصة تلك التي وجد نفسه أمام مرمى شاغر، لكنه فشل في التسجيل وهو ما أثر سلبا على أداء الفريق عامة الذي كاد أن يتجرع مرارة الخسارة الثالثة بميدانه لولا سوء طالع مهاجمي مروانة، وبهذا فإنه أكد مردود اللقاءات السابقة السيء والذي أصبح يؤثر سلبا في المجموعة ونتائج الفريق في كل مرة وبالتالي فإنه مطالب بوضع أرجله على الأرض. بولمدايس خرج متأثرا بإصابة وأخلط الأوراق عرفت (د20) من الشوط الأول لمباراة أول أمس خروج اضطراري لأحسن لاعب في الفريق منذ انطلاق مرحلة العودة، ويتعلق الأمر بالمدافع الممتاز بولمدايس الذي لم يتمكن من إكمال اللقاء بعد أن عاودته الآلام على مستوى العضلات المقربة إلى درجة أنه لم يقدر حتى على الوقوف في الملعب. وقد أثر خروج اللاعب كثيرا في مردود التشكيلة مثلما كان عليه الحال في اللقاءات السابقة بدليل أنه يتصدر قائمة هدافي الفريق بالرغم من أن منصبه مدافع محوري. ... وسيغيب بنسبة كبيرة عن لقاء بسكرة وفي حديث جانبي ل”الهدّاف” مع اللاعب أمام غرف حفظ الملابس بعد نهاية المباراة، أكد بولمدايس أنه بالنظر إلى شدة الآلام التي يعاني منها من المرتقب أن يغيب عن التدريبات طيلة هذا الأسبوع ما يجعله منطقيا خارج الحسابات أمام بسكرة، في انتظار ستظهره الفحوص المعمقة التي من المرتقب أن يجريها هداف الفريق في الساعات القليلة القادمة والتي ستجعله يغيب 10 أيام على أقصى تقدير -حسب ما أكده طبيب الفريق. مجوج، بوتريعة وبوقوس معاقبون أمام بسكرة سيغيب رسميا عن اللقاء القادم أمام إتحاد بسكرة ثلاثة لاعبين بسبب العقوبة، ويتعلق الأمر بكل من مجوج، بوتريعة وبوقوس وهذا بعد أن تحصل الثنائي الأول على البطاقة الصفراء الثالثة وهو الأمر الذي يعرضهم إلى عقوبة الإيقاف لمباراة آلية. أما بوقوس، فقد دوّن الحكم بن عيسى في حقه إنذار احتجاج الذي يعرّض صاحبه للإيقاف لمباراة واحدة حسب قوانين “الفاف“ التي تطبق هذا الموسم. رواس في ورطة في ظل غياب البدائل ويمثل غياب الثلاثي المعاقب عن لقاء بسكرة ضربة موجعة للفريق الذي تضاءلت آماله كثيرا في المنافسة على الصعود إن لم نقل انعدمت، وهذا من باب أن المعنيين قطعة أساسية في تشكيلة رواس ويصعب كثيرا تعويضها في ظل النقص الفادح في التعداد ما يضع المدرب بداية الأسبوع القادم أمام موقف صعب جدا. بقاء ميهوبي في الاحتياط طرح أكثر من علامة استفهام اعتقد الجميع أن بقاء المدافع ميهوبي على كرسي الاحتياط طيلة المباراة راجع إلى معاناة المعني من إصابة، لكن اتضح بعد انتهاء المواجهة أن اللاعب جاهز للمشاركة لكن المدرب فضّل عدم الاعتماد على ابن “بوالصوف” الذي عوّد على تقديم مباريات في المستوى وهو الأمر الذي أثار استغراب الجمهور القليل الحاضر. “السنافر“ لم يهضموا التعثر وبعد أن عاد إليهم الأمل من جديد في رؤية فريقهم يلعب في دوري النخبة من جديد لم يتحمّل الأنصار الذين حضروا اللقاء تعثر الشباب فوق أرضية ميدانهم من جديد، وذلك بعد الوجه الباهت الذي ظهر به أشبال رواس ما يجعلهم “يشتمون” الجميع بعد نهاية المواجهة وقد يواصلون الغياب في المقابلات المقبلة إلا في حال تدارك اللاعبين وعودتهم بنتيجة ايجابية عشية السبت المقبل أمام اتحاد بسكرة والتي تبقى ممكنة بالنظر إلى الظروف السيئة التي يمر بها هذا الفريق.