من سيكون خليفة “الشيخ” ؟ ذلكم هو السؤال الذي بات يطرحه الكثير من الجزائريين، حتى الذي لا يعرف من كرة القدم إلا شكلها بات يتساءل من سيدرب “الخضر” ؟ رغم تولي عبد الحق بن شيخة المهمة في الوقت الراهن. وردا عن هذا السؤال وفي هذا الصدد تم طرح عدة أسماء من بينها الصربي بورا ميلوتينوفيتش الذي يتمتع بسيرة ذاتية جيدة وبمكانة لافتة بعد أن عمل في محطات متميّزة مع العديد من المنتخبات العالمية. ويذكر أن ميلوتينوفيتش (66 عاما) هو المدرب الوحيد الذي قاد خمسة منتخبات مختلفة في نهائيات المونديال وهي المكسيك (1986) وكوستاريكا (90) والولايات المتحدة (94) ونيجيريا (98) والصين (2002). الهدّاف التقت بهذا الرجل الذي لم يتردد في قبول دعوتنا وفتحنا معه مواضيع كثيرة وفيما يلي تفاصيل الحوار... أهلا بك كابتن بورا في هذا اللقاء مع جريدة “الهدّاف“ الجزائرية. أهلا وسهلا. أنتم شعب رائع ولا بد أن ألبّي دعوتكم. بعد استقالة رابح سعدان المدرب السابق للمنتخب الجزائري كثر الحديث عن إشراف بورا على الخضر. هل من تعليق ؟ شيء جميل وأتشرف بأن أتولى تدريب المنتخب الجزائري، ولكن في الواقع لا يوجد أي شيء ملموس، وبهذه المناسبة أشكر كل من تمنى وجودي على رأس الخضر. تقصد أنك لم تتلق أي اتصال من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ؟ لا، ومن هو رئيس اتحادكم ؟ محمد روراوة. للأسف لا أعرفه ولم أتلق أي اتصال منه أو من غيره. وفي حالة تلقيكم اتصالا رسميا هل ستقبل العرض أم سترفض ؟ بصراحة في الوقت الراهن لست مستعدا لتولي هذه المهمة. لماذا ؟ مع أنك قلت إنك تتشرف بتولي قيادة المنتخب الجزائري. نعم قلتها وأكررها ألف مرة ولكن في الوقت الحالي لست مستعدا لأنني مرتبط بملف قطر 2022 بصفتي سفيرًا للملف. وهل هذا يمنعك من قبول الدعوة ؟ أكيد لأنني كثير السفر وانتظر بشغف (شهر ديسمبر) لإعلان الفائز بتنظيم مونديال 2022، اعتقد أنني لست الوحيد الذي انتظر هذا اليوم وإنما جميع العرب لأنه حلم العرب جميعا، وأنتم في الجزائر معنيون بهذا الحدث أليس كذلك ؟ نعم من دون شك وهل تعتقد أن قطر لديها القدرة لتنظيم كأس العالم في ظل المنافسة القوية من أستراليا وأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان ؟ أكيد أنا واثق تماما، ولعلمكم فإن وفد التفتيش التابع للإتحاد الدولي تفقّد المنشآت وتصاميم الملاعب الجديدة وانبهر لكل ما شاهده وأبدى ارتياحه من هذا الجانب. وماذا عن الطقس السائد في الدوحة ؟ ليس هناك أي مشكل في هذا الجانب على أساس أن جميع ملاعب المونديال ستكون مكيّفة وتعمل بالطاقة الشمسية، وستكون صديقة للبيئة نظرا لأن نسبة الانبعاث الكربوني صفر. نعود للحديث عن الكرة الجزائرية، وبعد الإعلان عن اسم البلد الذي يستضيف كأس العام 2022 هل ستتقبل دعوة الإشراف على المنتخب الجزائري. لا أريد أن استعجل الأمور، ويمكن المسؤولين عن الكرة في الجزائر أن يجدوا خلال هذه الفترة من هو أنسب مني لتدريب الجزائر. أفضّل أن أترك هذا الأمر الى ما بعد شهر ديسمبر. هل ترى أنك ستنجح مع المنتخب الجزائري في حالة توليك تدريبه ؟ أنا مدرب معروف وصاحب سمعة عريضة، ولكن لا يمكن أن أجزم إن كنت سأنجح أم لا، ولكن باستطاعتي أن أجزم أنه بمقدوري بناء منتخب قوي جاهز للمنافسة خاصة أنكم تملكون منتخبا جيدا من ناحية المهارات الفردية، ولكن تنقصهم الخبرة فقط وهذا سيأتي مع مرور الوقت. ما هو انطباعك عن النتائج التي حققها المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا ؟ أتصوّر أنه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما تحقق. هل من توضيح أكثر ؟ لقد كان الفوز في متناول الجزائر أمام سلوفينيا وأمريكا، ولكن للأسف الشديد لم يغتنم اللاعبون الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم وهذا مثل ما قلت سابقا يعود لنقص الخبرة لدى البعض وعدم إعدادهم بشكل جيد من الناحية النفسية. ما رأيك في إقالة المدرب سعدان ؟ لا أريد أن أتدخل في الشؤون الداخلية للمنتخب، ولكن أتصور أن سعدان قام بعمل جبار وكان يستحق الاستمرار. ولكن تمّت إقالته بعد تراجع النتائج.. النتائج التي حققتها الجزائر بعد المونديال لا يتحمّل مسؤوليتها المدرب وحده وإنما اللاعبون أيضا لهم نسبة. لقد تم تعيين بن شيخة كبديل لسعدان هل سبق لك أن عرفت بن شيخة ؟ لا للأسف لا أعرفه، ولكن أتمنى له كل التوفيق، وما دام الاتحادية الجزائرية هي التي عيّنته فمن دون شك أنها رأت فيه بوادر النجاح وأنه مدرب كفء. لقد كثر الحديث عن تعاقد نذير بلحاج مع السد القطري، هل أنت مع أو ضد وجوده في البطولة القطرية ؟ ما أستطيع أن أقوله هو أنني تابعت هذا اللاعب في مباريات كثيرة مع السد، وقد ترك لدي انطباعا جيدا بحيث ما زال يتمتع بمهارات فنية عالية ويقدّم مستويات جيدة. ولمَ تتهمون بلحاج لانضمامه للدوري القطري ؟ لأنه أقل مستوى من البطولات الأوروبية. صحيح أن البطولة الأوروبية قوية ولكن الدوري القطري أيضا قوي والدليل تواجد كوكبة كبيرة من الأسماء العالمية شاركت أيضا في مونديال جنوب إفريقيا. الجزائر تعرّضت لهزيمة غير منتظرة أمام إفريقيا الوسطى، وقبل ذلك تعادلت مع تنزانيا وكلاهما أقل مستوى من الجزائر. كيف ترى هذه النتائج ؟ لا شيء يدعو للاستغراب، في عالم كرة القدم لا يوجد منتخب كبير وآخر صغير. الفوز والخسارة أمران لا بد منهما في أي مباراة ولكن يجب عدم الاستسلام ومواصلة العمل. اعتقد أن المنتخب الجزائري لديه الإمكانيات للعودة بقوة للمنافسة. ولكن تنتظرنا مهمة صعبة أمام المنتخب المغربي الشقيق ؟ جميع المباريات صعبة بغض النظر عن المنافس. إذا كانت لديك الثقة في اللاعبين وتملك عناصر جيّدة، فلا شيء يدعو للقلق سواء لعبتم أمام المغرب أو أي منتخب آخر المهم هو اللعب بروح قتالية وبثقافة الفوز. أما إذا كنت تنظر لحجم المنتخب المنافس والعناصر التي يضمها، فهذا من دون شك سيربك حساباتك، من دون شك فإنه يجب دراسة الخصم جيدا ودراسة نقاط القوة والضعف، ولكن ما عدا ذلك فكل شيء يقتصر على أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان. شكرًا كابتن بورا على تلبيتكم الدعوة وتسليط الضوء على بعض الأمور الغامضة. شكرًا لكم مع تمنياتي بالتوفيق لمنتخب الجزائر في تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2014 بالبرازيل.