تساءلنا في عدد من أعداد "الهدّاف" السابقة عن ما إذا كان الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سيغيّر في ذهاب الدور الفاصل أمام بوركينافاسو بتغيير الخطة التي تعوّد على انتهاجها من قبل داخل وخارج القواعد، والمتمثلة في (4/3/3) وقلنا يمكن للمعطيات أن تتغير هذه المرة بما أن الأمر يتعلق بدور فاصل لا بدورة نهائية أو تصفيات في دور المجموعات، فتساءلنا أيضا حول ما إذا كان الرجل سيعمل على تعزيز وسط الميدان والتضحية بمهاجم لسد كل الثغرات والمنافذ أمام المنافس المعروف بقوته الهجومية داخل القواعد، غير أن مصادر مقربة من حليلوزيتش كشفت لنا أن البوسني لا ينوي إحداث أي تغيير على مستوى الخطة، وأن الرجل قرّر انتهاج خطة هجومية محضة كما جرت العادة للوصول إلى مرمى المنافسين كما تعوّد، إذ من المتوقع أن ينتهج ذات خطة (4/3/3) السبت المقبل بملعب 4 أوت. يدرك أن تغيير الخطة في بوركينافاسو سيحرمه من التسجيل ويدرك حليلوزيتش أن تغيير الخطة والتحوّل من الخطة الهجومية التي تعوّد على انتهاجها إلى خطة حذرة بتعزيز الوسط، لن تجديه نفعا، لأن ذلك سيقلل الفرص السانحة للتهديف، وسيجعله يركز على الدفاع وعدم إقلاق المنافس، كما أن تلك الخطة ستجعل دفاع المنافس مرتاحا طيلة التسعين دقيقة، كما من شأنها أن تجعل منتخبنا يتحمّل عبء اللقاء طوال التسعين دقيقة، ولذلك اهتدى إلى قرار المواصلة بالخطة الهجومية التي تعتمد على ثلاثة مهاجمين، إثنان على الجهتين اليمنى واليسرى ورأس حربة. هدف في "واڤادوڤو" يساوي ذهبا في تشاكر حليلوزيتش الذي يتخوّف من المبارتين ذهابا وإيابا، يدرك جيدا أن أفضل "سيناريو" للوصول إلى البرازيل هو التسجيل في ملعب "4 أوت" بواڤادوڤو، فهدف في مرمى هذا المنافس سيكون وزنه ذهبا في مباراة العودة بملعب مصطفى تشاكر، أما الصيام عن التهديف وإنهاء اللقاء بالتعادل السلبي أو بخسارة ولو بفارق هدف وحيد، سيجعل من مهمة تشاكر انتحارية في ظل قوة هجوم زملاء بيترويبا، لذلك يسعى حليلوزيتش إلى اللعب بأقوى مهاجميه، ومباغتة المنافس في عقر دياره ولو بهدف واحد يجعل من مهمة مباراة العودة أسهل مقارنة بانتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي أو الخسارة بهدف ضئيل. يفضل سليماني رأس حرب وفغولي وسوداني على الأطراف ورغم أن الخيارات سيفصل فيها من خلال ما سيقف عليه خلال التربص الذي سينطلق غدا بسيدي موسى عندما يلتحق كافة اللاعبين، إلا أن حليلوزيتش حسم الأمور بصفة كبيرة بخصوص الثلاثي الذي سيعتمد عليه في المقدمة، والأمر يتعلق بأفضل ما يمتلكه حتى الآن، حيث سيعتمد على سليماني في منصب رأس حربة وهو خيار منطقي لأن مهاجم "سبورتينغ لشبونة" البرتغالي حاليا، أفضل من كل المهاجمين الذين ينافسونه، كما سيعتمد على هداف المنتخب أيضا هلال سوداني على الجهة اليسرى وعلى سفيان فغولي مهاجم فالانسيا على الجهة اليمنى من الهجوم، وهو الثلاثي الذي لطالما تألق في المباريات القوية السابقة التي لعبها منتخبنا الوطني. عودية... "الجوكير" الأنسب له هجوميا لإتعاب مدافعي المنافس وبخصوص العائد إلى صفوف المنتخب محمد أمين عودية، فسيوظف في لقاء بوركينافاسو "جوكيرا" يدفع به في المرحلة الثانية لإتعاب مدافعي المنافس، وإن كانت المهمة نفسها قد تسند أيضا لغيلاس إلا أن لياقة عودية قد تحسم الأمور لصالحه، بما أنه أكثر لعبا وأكثر تسجيلا للأهداف مع فريقه الألماني "دينامو ديرسدن" من غيلاس، وقامته وتحركاته ولياقته البدنية المعتبرة وبنيته المورفولوجية القوية كلها عوامل تجعل من دخول عودية في أي لحظة من لحظات اللقاء مفيدا ل"الخضر".