عاد الحديث في الساعات الأخيرة عن احتمال بقاء حليلوزيتش في العارضة الفنية للمنتخب الوطني بعد نهاية عقده شهر جويلية 2014، وهذا على الأقل إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا التي ستجرى مطلع السنة القادمة في المغرب. وبغض النظر عن كل ما قيل بشأن اجتماع الناخب الوطني مع رئيس "الفاف" روراوة مؤخرا وحديثهما في خصوص هذه النقطة، فإن الأمر الذي علمناه من مصادر مؤكدة هو أن حليلوزيتش غير مستعد للبقاء في العارضة الفنية ل "الخضر" قبل تلقي ضمانات برفع راتبه السنوي المقدر بحوالي 780 ألف أورو (ينال 65 ألف أورو شهريا)، وهي النقطة الجوهرية التي جعلته يرفض حاليا منح أي موافقة على البقاء 6 أشهر إضافية في الجزائر. يضغط على "الفاف" ولهذا أكد رغبته في الرحيل وبحسب معلوماتنا، فإن حليلوزيتش ومنذ أن علم برغبة "الفاف" في بقائه في العارضة الفنية إلى غاية شهر فيفري 2015 أي إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا التي ستجرى في المغرب، وهذا حتى قبل أن يندلع خلافه مع روراوة نهاية السنة الفارطة، قرر عدم التسرع في منح أي موافقة بشأن تجديد عقده في الوقت الراهن محاولا الضغط على "الفاف" من خلال تأكيد رحيله وكشف امتناعه عن تجديد عقده قبل معرفة النتائج التي سيحققها مع "الخضر" في البرازيل، وهو الأمر الذي رفضه مباشرة روراوة لاستحالة انتظار قراره النهائي إلى غاية شهر جويلية القادم وهو الذي يعلم جيدا أن المدرب البوسني قد لن يرضخ أمام عرض مغر يأتيه خاصة من أوروبا، سواء للإشراف على ناد كبير أو منتخب هناك. عقده مع "الفاف" قد يجعله في موقف ضعف ويدرك حليلوزيتش أنه في العقد الذي أبرمه مع "الفاف" شهر جويلية 2011 موضح جيدا أنه إضافة إلى ضمان التأهل إلى "المونديال" فإن الناخب الوطني وجب عليه اجتياز الدور الأول وهو هدف وافق عليه "البوسني" ولم يمانع إمضاء عقده حتى 31 جويلية 2014 بوجود هذا البند رغم كل تصريحاته الانهزامية. حليلوزيتش يدرك أيضا أن الفشل في تحقيق هذا الهدف سيجعل من المستحيلات أن توافق "الفاف" على رفع راتبه، خاصة وأنه وقتها يكون قد فشل في تحقيق هدف آخر اتفق عليه مع روراوة حين قدومه إلى الجزائر بعد أن أخفق في كأس إفريقيا الأخيرة حين أقصي مع المنتخب الوطني من الدور الأول. روراوة لا يريد رفع راتبه حاليا وكشفت مصادر مطلعة أن رئيس "الفاف" وإن كان مازال يأمل في بقاء حليلوزيتش في منصبه بعد "المونديال" على الأقل إلى غاية "كان" 2015، فإنه يرفض حاليا الحديث معه بشأن رفع راتبه بعد أن وصلته أخبار من مقربيه في وقت سابق عن السبب الرئيسي الذي جعل "البوسني" يرفض تجديد عقده. روراوة يدرك جيدا أنه مستحيل الحديث عن رفع راتب حليلوزيتش وهو غير متأكد من نجاح هذا الأخير في رهان تأهيل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني من "المونديال"، كما أنه يدرك أيضا أنه لم يعد يملك عروضا كثيرة يمكن له الضغط بها على "الفاف" مثلما كان يفعل من قبل. على صعيد آخر فإن روراوة أخذ كل احتياطاته في حال رحل حليلوزيتش فعلا من منصبه بعد "المونديال"، حيث سيدرس كل السير الذاتية للمدربين التي ستصله غير أنه لن يتفق مع أي مدرب قبل التأكد من القرار النهائي ل "البوسني". لا يريد أن يشوش عليه الآن وإن كان روراوة قد أراد تفادي كل هذا السيناريو مع حليلوزيتش، خاصة وأن المنتخب الوطني تنتظره رزنامة جهنمية بمناسبة تصفيات كأس إفريقيا 2015، حيث سيلعب 6 لقاءات بين شهري سبتمبر ونوفمبر، والأكثر أنه سيكون مضطرا للعب كل جولتين من التصفيات في ظرف 3 إلى 4 أيام، وهو أمر لم يتعود عليه من قبل، فإنه قرر أن يتصرف بذكاء وحيلة مثلما يفعله "البوسني" الآن، والأكثر من هذا فإنه قرر أن لا يضغط عليه بخصوص موضوع تجديد عقده ولا يشوش عليه في هذه الفترة بالذات حتى يتركه في كل تركيزه على تحضير "الخضر" لموعد البرازيل ولا يجد منه أي حجة في حال الإخفاق في قيادة فغولي وزملائه للتأهل إلى الدور الثاني من "المونديال".