مثلما كان منتظرا، نجحت مولودية العلمة في تحقيق فوز ثمين أول أمس على حساب شبيبة القبائل بهدف يتيم لكنه كان كافيا لتأمين 3 نقاط ل “البابية“ وزنها من ذهب، بالنظر إلى قيمتها الكبيرة في حسابات ضمان البقاء على بعد 7 جولات من نهاية بطولة الموسم الحالي. ... وهكذا يسقط كلّ الكبار في زڤار وقبل الحديث عن مواجهة أول أمس وتحليلها من الناحية الفنية، فإن الفوز المسجل على حساب شبيبة القبائل جعل “البابية“ تضع في قائمة ضحاياها من فئة الفرق الكبيرة التي أطاحت بها لحدّ الآن منذ بداية الموسم الحالي بداية بوفاق سطيف، مرورا بشباب بلوزداد، اتحاد العاصمة ووصولا إلى شبيبة القبائل، التي أكملت العقد وجعلت العلمة تتمكن من الإطاحة بأكبر فرق الجزائر. شخصية “البابية“ ظهرت بعد تضييع ركلة الجزاء وبالعودة إلى المواجهة فإنه وبالرغم من تضييع بلهامل ركلة جزاء في أول ربع ساعة، إلا أن اللاعبين لم يتأثروا بذلك وبقوا مركزين ولم يفقدوا التركيز والثقة في النفس، وهو ما سمح لهم بالعودة مجددا والتسجيل بعد 10 دقائق فقط، وهو ما يبيّن قوة شخصية الفريق وقدرته على تجاوز الفترات الحرجة والصعبة، خصوصا أن الأمر يتعلق بمنافس كبير من حجم شبيبة القبائل. خبرة بلهامل كانت في الموعد ورغم أن بلهامل هو الذي كان وراء تضييع ركلة الجزاء في (د12) إلا أنه لم يتأثر بذلك، وكان اللاعب نفسه هو مسجّل هدف الفوز بعد10 دقائق من ذلك، وهذا بفضل الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها والتي كانت في الموعد وسمحت للمولودية بكسب مواجهة مهمة للغاية، لأن أي لاعب آخر مكان بلهامل كان سيتأثر بتضييعه ركلة جزاء أصبح هداف “البابية“ ويؤدّي نهاية مشوار جيدة وكان هذا هو الهدف السادس لوسط الميدان المخضرم بلهامل مع “البابية“ منذ بداية الموسم الحالي، بعد أهدافه السابقة أمام بلوزداد، “العميد“ والخروب في الذهاب، وهدف في مواجهة الكأس أمام سيطف إضافة إلى هدفه في مرمى الشلف قبل أكثر من أسبوعين، وهي الحصيلة التي تضعه على رأس أحسن هدافي “البابية“ متقدّما حديوش، “مونڤولو“ وغيرهما... وكل هذا يجعل بلهامل بصدد تحقيق نهاية مشوار موفقة للغاية بالنظر إلى تقدّمه في السنّ واقتراب موعد اعتزاله الميادين الكروية. صحراوي أنقذ العلمة من المنعرج بتصدّيه لكرة يحيى شريف وإذا كان بلهامل أنقذ “البابية“ بخبرته، فإن الحارس صلاح الدين صحراوي أنقذ فريقه بتصدّيه الرائع لكرة يحيى شريف الذي انفرد به وجها لوجه في (د28)، وهي المحاولة التي كانت تبدو هدفا محققا للشبيبة بالنظر إلى الوضعية السانحة التي كان يتواجد فيها مهاجم الشبيبة، وكان تسجيلها يعني أخذ المواجهة لمنعرج آخر في غير صالح “البابية“، لكن صحراوي أبقى المنعرج علميا. المستوى البدني الثابت وعدم التراجع من أهمّ الإيجابيات وبشكل عام فإن أهمّ الإيجابيات التي لوحظت على أداء التشكيلة العلمية في مواجهة أول أمس أمام شبيبة القبائل كانت المستوى البدني الثابت الذي لعبت به كتيبة المدرب خزار طيلة أطوار اللقاء، حيث أكمل اللاعبون المواجهة بوتيرة بدنية جيدة ولم يكن هناك أيّ نوع من أنواع التراجع، وهو دليل على تحسّن الحالة البدنية واختفاء مشكل الانهيار في الأشواط الثانية. الدفاع دون خط لثاني لقاء على التوالي وفي تحسّن مستمرّ وفي وقت اكتفى هجوم “البابية“ بهدف وحيد من تسجيل وسط الميدان بلهامل العيد، كان الدفاع في المستوى مرة أخرى وتمكن بفضل صلابته من حماية مرمى صحراوي، وذلك لثاني مرّة على التوالي بعد نجاحه في المهمة أمام الوفاق، ليؤكد بذلك رفقاء المدافع القوي ملولي فريد أنهم في تحسّن مستمر منذ جولات، بدليل قلة الأهداف التي تلقوها في الآونة الأخيرة مقارنة بما كانوا يتلقونه من قبل. هزيمة الخروب خدمت “البابية“ كثيرا وبعيدا عن مواجهة “البابية“ أمام الشبيبة، فإن هزيمة جمعية الخروب على أرضية ميدانها وهي التي تعتبر منافسا مباشرا للعلمة على إحدى أوراق البقاء، خدمت كثيرا مصالح المولودية، حيث أصبحت العلمة تبتعد بفارق 7 نقاط عن الخروب (العلمة ب33 نقطة والخروب ب26 نقطة)، وهو فارق معتبر ومهمّ في حسابات ضمان البقاء قبل 7 جولات من نهاية البطولة. ... ومهزلة “البوبية“ كانت ستؤثر في حال التعثر أمام القبائل فقط من جهة أخرى، فإن فوز البليدة في باتنة أمام المولودية المحلية لم يخدم مصالح العلمة بعد أن بقي الفارق على حاله 5 نقاط (البليدة تملك 28 نقطة)، لكن ورغم ذلك إلا أن هذه النتيجة لن تؤثر كثيرا على حسابات العلمة الخاصة بتحقيق البقاء، والحالة الوحيدة التي كانت ستؤثر فيها هي تعثر العلمة أمام شبيبة القبائل. هذه نقاط الأمان في انتظار الضمان ويمكن اعتبار النقاط الثلاث لمواجهة شبيبة القبائل بالنقاط التي ستقرّب مولودية العلمة كثيرا إلى تحقيق البقاء، لأنه لم يبق إلا الفوز بلقاءين أو ثلاثة لضمان الهدف المسطر، خاصة أن نقاط لقاء أول أمس تمنح الطمأنينة والأمان ل “البابية“ فيما تبقى من مشوار، في انتظار حصد من 6 إلى 9 نقاط أخرى تكون بمثابة نقاط الضمان التي تجعل البقاء مضمونا بشكل رسمي. “البابية“ تستوفي شروط الاستقدامات بمشاركة غضبان تبعا لما أوردناه في عدد سابق بخصوص ضرورة وصول “البابية“ إلى نصاب 900 دقيقة من مشاركات الشبّان مقابل الاستفادة من الاستقدامات الصيفية، فإن المولودية استوفت النصاب القانوني الذي تنصّ عليه تعليمة الرابطة، من خلال مشاركة المستقدم الجديد غضبان عبد المطلب في مرحلة العودة لحد الآن، وهو ما يسمح لها بعدم تضييع حقها في الاستقدامات. غضبان من مواليد 89 ولعب 719 دقيقة وجاء استيفاء “البابية“ لشرط 900 دقيقة الذي يسمح لها باستقدام لاعبين جدد في الصيف، بفضل مشاركة غضبان منذ بداية مرحلة الإياب وهو اللاعب الذي يدخل ضمن فئة أقلّ من 20 سنة باعتباره من مواليد 09 جويلية 1989. وكانت مشاركات اللاعب كالآتي: بجاية (لم يكن مؤهلا)، وهران (90د)، “البوبية“ (45د)، بلوزداد (43د)، “سوسطارة“ (90د)، البرج (90د)، الحراش (90د)، الشلف (90د)، الوفاق (21 د)، القبائل (90 د)، إضافة إلى مشاركته في (70د) من مواجهة الكأس أمام اتحاد عنابة. العلمة وصلت 1140 دقيقة واستوفت المدّة القانونية وأكثر وكانت المولودية العلمية من قبل تملك فقط 421 دقيقة من مشاركات بلخير بمجموع 408 دقائق، وزبيري ب13 دقيقة، وهو ما أوصل الحصيلة باحتساب مشاركات غضبان إلى أكثر من المدّة القانونية المطلوبة وأكثر ب1140 دقيقة، أي قبل جولتين الآن، وهو ما سيسمح للعلمة بأن تكمل الموسم الحالي براحة ويكون بإمكانها القيام باستقداماتها الصيفية بشكل عادٍ.