أيام قليلة بعد انتخاب فوزي لقجع رئيسا جديدا للجامعة المغربية لكرة القدم، باشر المعني مفاوضات مع مجموعة من المدربين من أجل الاتفاق مع أحدهم لقيادة المنتخب المغربي الذي يستعد لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا مطلع السنة المقبلة. لقجع وبعد أن شطب اسم الناخب الوطني حليلوزيتش بعد أن كان لعدة أسابيع في مفكرة سابقه وذلك نظرا لاستحالة انتظاره إلى غاية نهاية عقده مع "الفاف" يوم 31 جويلية المقبل، أصبح قريبا جدا من التعاقد مع المدرب الإيطالي الشهير جيوفاني تراباتوني حسب ما كشفته وسائل الإعلام المغربية أمس، وهو ما يعني خروج المدرب الإيطالي من دائرة اهتمامات الرئيس روراوة الذي يبحث عن مدرب قصد خلافة حليلوزيتش بعد مونديال البرازيل. الجزائر لن تخسر شيئا في حال ضياعه بالنظر إلى تقدم سنّه بالخصوص ولن يكون انضمام الإيطالي جيوفاني تراباتوني إلى المنتخب المغربي خسارة كبيرة للمنتخب الوطني لأسباب كثيرة، أولها احتفاله يوم 17 مارس المقبل بعيد ميلاده رقم 75 وهو سن كان يفترض أن يجعله حاليا في التقاعد، ويبقى الأكيد أنّ التعاقد مع مدرب بهذا السن يعتبر مغامرة كبيرة ورهانا فاشلا، لما نعلم بأنّ تحديات كبيرة تنتظر المنتخب الوطني بعد مونديال البرازيل على الأقل إلى غاية "كان" 2019 التي ترشحت الجزائر لاحتضانها، لأنّ تصفيات "كان" 2015 ستنطلق شهر سبتمبر المقبل وبعدها سيكون الموعد مع النهائيات، لتأتي بعد ذلك تصفيات "كان" 2017 التي ستنطلق في خريف 2015 وتصفيات "مونديال" 2018 في صيف 2016 وبعدها يتم المرور إلى "كان" 2017 وإلى مونديال روسيا دون الحديث عن تصفيات "كان" 2019 في حال لم تمنح "الكاف" للجزائر شرف احتضانها، وهي كلها مواعيد قريبة تجعل الأفضل أن يتم تعيين مدرب يعمل على المدى البعيد لمدة بين 4 و6 سنوات. عدم إتقانه اللغة الفرنسية ومشواره السيئ مع المنتخبات مشكلان آخران وإلى جانب تقدّمه في السن فإن المدرب "تراباتوني" لا يجيد الحديث باللغة الفرنسية، وهو ما أكده للصحافيين على هامش ندوة صحفية عقدها في فرنسا شهر نوفمبر 2009 قبل لقاء إياب الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال جنوب إفريقيا الذي جمع أيرلندا التي كان يشرف عليها بمنتخب "الديكة"، كما أنّ مشواره في المنتخبات متواضع جدا مادام أنه درّب فقط المنتخب الأيرلندي لمدة 5 سنوات منذ 2008 حتى سبتمبر 2013، لكن دون أن يحقّق معه نتائج كبيرة بعد فشله في قيادته إلى مونديالي 2010 و2014، في وقت تأهل معه إلى "أورو" 2012 لكنه أدى مشوارا سيئا جدا بعد أن أقصي في الدور الأول إثر 3 هزائم أمام كرواتيا، إيطاليا وإسبانيا. ويضاف إلى كل هذا أنّ سجل "تراباتوني" من الألقاب والتتويجات خال منذ سنة 2007 التي قاد فيها نادي "راد بول سالزبورغ" إلى التتويج بدوري النمسا. روراوة يريد مدربا بمواصفات أفضل، وتراباتوني كان خدعة فقط ويبدو أنّ رئيس "الفاف" لا يريد الإسراع في الفصل في خليفة حليلوزيتش وإجراء تغيير من أجل التغيير بعد رحيل هذا الأخير من منصبه بعد المونديال، فبعد أن ضمن تواجد التقني الفرنسي ڤوركوف في المديرية الفنية الوطنية، فإنّه يبحث الآن عن جلب مدرب عالمي وهو ليس متسرّع تماما لأنه يعرف أنّه إذا عجز عن القيام بذلك مباشرة بعد المونديال، فإنّ ڤوركوف سيتولى مؤقتا مأمورية قيادة "الخضر" في تصفيات "كان" 2015 إلى غاية التعاقد مع مدرب كبير، مع العلم بأنّ اتصال روراوة في وقت سابق ب "تراباتوني" كان خدعة فقط أراد بها تخويف حليلوزيتش بعد أن رفض هذا الأخير منح "الفاف" قراره بشأن البقاء أو الرحيل بعد المونديال.